​آراء حول المشاورات وتشكيل المجلس الرئاسي ترصدها "الأيام"

> الحوطة «الأيام» هشام عطيري:

> كتاب وسياسيون وصحافيون تباينت آراؤهم والتفاؤل يفرض حضوره

انتهت المشاورات اليمنية في الرياض التي استمرت عشرة ايام بصدور بيان ختامي هدف الى رسم خارطة طريق جديدة للبلاد، وصدور قرار من الرئيس عبدربه منصور هادي بتشكيل مجلس القيادة الرئاسي لإدارة الدولة سياسيا وعسكريا وامنيا خلال الفترة الانتقالية وتفويضه بكامل صلاحيات رئيس الجمهورية.

شخصيات اعلامية وكتاب وقيادات تحدثت عن آرائها حول هذه المشاورات ونتائجها وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي، رصدتها "الأيام".

الصحفي غالب السميعي، قال في تعليقه على المشاورات وقرار تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، إن حالة الركود السياسي، أو الاحتقان والتباين السياسي لا بد له في النهاية من مخارج مرضية حتى ولو كانت نسبية، وإن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي ، بالتوافق هو أمر إيجابي للخروج من الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ بضع سنوات.
غالب السميعي
غالب السميعي

ويأمل السميعي كمواطن من هذا المجلس عمل شيء  للوطن الجريح، وللمواطن البائس والمغلوب على أمره، معتقدا أن باستطاعة أعضاء المجلس أن يحققوا شيئا ملموسا لليمن يعوضه عما مضى من البؤس والعذاب، وأن نجاح أعضاء المجلس القيادي الرئاسي مرهون بتوافق أعضائه وعدم اختلافهم، ومنوط بدعم لامحدود  ولا مشروط من رعاة مشاورات الرياض، السعودية والإمارات.

واشار السميعي إلى  إن مبدأ الحوار من أجل الوطن والتسامي فوق الجراحات ونسيان تعقيدات الماضي وترك خطاب التشظي والكراهية وانتهاج التعايش والتسامح، هي محددات لمعالم طريق لمستقبل واعد في بلد أنهكه الحرب، وهده الجوع، وعصفت به الفتن، وتقاذفته الأجندات الإقليمية، وأغرقته التباينات النخبوية من أجل سلطة صارت غير مغرية في نظر الآخرين، مؤكدا ان لا حل في اليمن سوى بالعمل بروح الفريق الواحد من أجل اليمن بعيدا عن التخندقات والمناكفات والحزبيات الضيقة وبعيدا عن التهافت على المصالح الشخصية.

القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة لحج ادهم الغزالي، اشار إلى ان مشاورات الرياض الاخيرة يهدف من خلالها التحالف العربي بقيادة السعودية الى توحيد كل الجهود في اطار واحد خصوصا بعد ثمان سنوات من الحرب والتي انتجت واقع جديد على الساحة اليمنية وخلقت مكونات مختلفة الأهداف والرؤى والاتجاهات، سيما وأن جميع الأطراف خصوصا الشمالية قد عجزت عن تحقيق اي تقدم على الساحة، "بالتالي رأت المملكة اهمية مثل هكذا مشاورات لجمع مختلف الفرقاء وتشكيل مجلس قيادة جديد يضم الجميع باستثناء الطرف الاساسي (انصار الله الحوثيين)".
ادهم الغزالي
ادهم الغزالي


وقال الغزالي أن مجلس القيادة الرئاسي يعد مرحلي فقط ولكنه بنفس الوقت لا يعبر عن الرؤية الجامعة للقوى المتواجدة في اطاره "فكل مكون لديه ثوابت ومرجعية خصوصا ما يتعلق بالقضية الجنوبية والممثلين لها في اطار هذا المجلس (مجلس القيادة اليمني) ولكن ظروف المرحلة ربما تحتم الانخراط في مثل هكذا مجلس".

ويرى الغزالي انه من اللازم والواجب فرض شروط وقيود معينة وضمانات دولية عبر الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية فيما يتعلق بالقضية الجنوبية وتحديد مصير الشعب الذي ثار ضد القوى العدوانية التي شاركت في قتله وتدمير دولته وتشريد كوادره المدنية والعسكرية ولا زالت تمارس نفس الاساليب والسياسات بحق شعب الجنوب، معلقا ذلك بوجود الارادة الحقيقية لإنجاح عمل مجلس القيادة اليمني في بداية مشواره، ما لم فان مثل هكذا مشاورات تعتبر عبثية واستهلاكية الغرض منها سحب البساط من تحت مكونات فاعلة على الساحة وافراغها من مضمونها الثوري التحرري وعلى رأسها المجلس الانتقالي الجنوبي حامل راية الجنوب وقضيته، حسب الغزالي.

من جانبه اعتبر سليم العسيلي، رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي بمحافظة لحج عضو المكتب السياسي، كل من شارك في مشاورات الرياض (اليمنية -اليمنية) والتي دعت لها الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي من أبناء لجنوب سواء باسم الاحزاب السياسية اليمنية
سليم العسيلي
سليم العسيلي
أو مكونات أو شخصيات اجتماعية، لا تمثل الا نفسها ورغبات التابعين للاحتلال اليمني حد وصفه، مشيرا إلى ان هذه المشاورات الغرض الوحيد منها هو هيكلة رئاسة الاحتلال اليمني وإعادة صياغة الوحدة اليمنية من طراز جديد على مساحة الجنوب فقط وبحدود المحافظات الجنوبية المحررة.

وقال: "ان اعلان الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي أن المشاورات ستكون وفقا للمرجعيات الثلاث المرفوضة جملة وتفصيلا من فئات الشعب الجنوبي، ما هو الا تأكيدا على ما وضحناه منذ بداية الحرب الظالمة على الجنوب 2015م،  وان هناك مؤامرة تحاك ضد الجنوب وشعبه وقد بدت خيوطها واضحة للعيان بصدور نتائج ومخرجات هذه المشاورات اليمنية -اليمنية والتي شكل بموجبها المجلس الرئاسي للمحافظات الجنوبية فقط".

وقال العسيلي انه "كما أعلنا رفضنا نحن وكافة احرار وشرفاء الجنوب المشاركة في هذه المشاورات فإننا نعلن رفضنا وبكل قوة لمخرجاتها بكافة أشكالها ونتائجها واهمها هذا المجلس الرئاسي، ونعتبر كل من شارك في هذه المشاورات هو خارج الإجماع الجنوبي وخارج عن الأهداف العظيمة والسامية في التحرير والاستقلال للجنوب على حدود عام 90م، وقدم في سبيلها آلاف الشهداء والجرحى".

مدير مكتب اعلام محافظة لحج سعدان اليافعي، قال ان مشاورات الرياض جاءت في مرحلة صعبة تمر بها المنطقة واليمن بشكل عام، هدفت إلى جمع شمل الفرقاء في اليمن وان كانت لا تلبي مطالب أبناء الجنوب نحو استعادة دولتهم  وتغيب الطرف الاقوى على الساحة أنصار الله لكنها في المجمل ستشكل خارطة جديدة نحو إدارة الأزمة اليمنية برمتها في صراع مع الاقاليم التي كانت سبب الحرب ويعاد انتاجها برعاية خليجية بعد صناعة قوة على الساحة تنفذ مخرجات الحوار اليمني وبأسلوب احترافي قد تضيع معه حقوق بعض القوى بالمجمل، كما قال.
سعدان اليافعي
سعدان اليافعي

وأضاف: "مشاورات الرياض جاءت شكلية بعد طباخة إقليمية للكبار أعلنت نتائجها بالمجلس الرئاسي لكل القوى اليمنية ، نأمل أن توقف الحرب والصراعات وتدار شؤون البلد بعقلانية وتوفير الخدمات للناس ونحن مع أي جهود تقوم بخدمة الناس وتخفيف آلامهم ونأمل من كل القوى الجنوبية توحيد الجهود ووحدة الصف للاستحقاقات القادمة كي نكون اقوى أمام أي حلول سلام شاملة على مستوى اليمن".

واعتبر الكاتب والباحث محسن كرد، المشاورات وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي خطوة في الطريق الصحيح ويتمنى ان تلقى نتائجها طريق للتنفيذ، وتخرج البلاد والعباد من معاناة دامت ما يقارب ثمان سنوات، لافتا ان الوضع الحالي وضع مأساوي وصعب وهذه النتائج انتظرها الشعب منذ فتره طويلة.
محسن كرد
محسن كرد

وتمنى ان تكون "فاتحة خير في هذا الشهر الفضيل ونحن على ثقة بان قضية الجنوب ستكون محل الصدارة في الحل لان الاكثر معاناة هم شعب الجنوب كما نتمنى ان يعم الخير كل ربوع اليمن والوطن يتسع للجميع شماله وجنوبه وشرقه وغربه".

وأكد الشيخ هاني كرد، وكيل محافظة لحج واحد المشاركين في المشاورات، ان المشاورات كانت جادة وقد تحلى المتشاورون بالمسؤولية تجاه الوطن.
هاني كرد
هاني كرد

وقال كرد: "نعم تعالت الأصوات أثناء النقاشات إلا أن الجميع سرعان ما كان يترك الانتصار لرايه أو حزبه ويقدم مصلحة الوطن، المتشاورون توصلوا في جلساتهم وعلى مدى 10 ايام الى صيغ ونقاط تعبر عن أهم متطلبات المرحلة سواء في الجانب الاجتماعي أو الاقتصادي أو الإغاثة أو الأمني والسياسي، وكنتاج لهذه المشاورات ومن أجل مصلحة البلاد قام الاخ الرئيس عبدربه منصور بتشكيل مجلس قيادة لإدارة البلاد وهذه خطوة نتمنى أن نلمس ويلمس المواطن نتائجها في القريب العاجل". 

وتابع: "باعتقادي انه لم يكن هناك طريق لحلحلة الإشكاليات في الشرعية الا بتوحيد صفها وجمع كلمتها تحت أي مسمى أو صيغة تخدم البلاد وتخرج من أزمته ويعم الأمن والامان والسلام ربوع اليمن".

ويقول الكاتب البارز محمود المداوي: "حقيقة لم تذهب توقعاتي وتوقعات اخرين بعيدا ولم تزل قراءتي لهذه التشاورات مبنية على حقائق وشواهد من واقع حال المواطن في الجنوب العربي الذي تجري عملية طمس هويته وشخصيته الاعتبارية التاريخية وهذه المرة عبر من وثقنا بهم في
محمود المداوي.
محمود المداوي.
التحالف العربي وشخصيا فقد كتبت مبكرا وبعد ما عرف بعاصفة الامل ان هناك محاولات حثيثة تجري من قبل هؤلاء الاشقاء وبواسطة بعض الوجوه الجنوبية التي ركبت موجة الثورة الجنوبية وحراكها السلمي واخترقت المجلس الانتقالي الجنوبي وذهبت تزايد  وتتاجر بقضية الجنوب وبشعارات براقة ساعية لإعادة هذا الجنوب الى "باب اليمن" أو بعبارة أكثر دقة تربيته وإعادته الى "بيت الطاعة" في صنعاء".   

واستطرد: "وعلى ضوء ذلك فاني اقول اننا نعيش اجواء هذه المسرحية العبثية التي مازالت تسخر ليس من الانسان على هذه الارض فحسب ولكن من حقائق الجغرافيا والتاريخ ومنا نحن اصحابها وبكل الوان الطيف فينا ومنذ ما قبل هذه الحرب الاخيرة وهي حرب العام 2015م". 

وتساءل المداوي قائلا: "ياترى ماذا نتوقع  رغم ما ادخرناه من تفاؤل وامال كانت ولازالت جدا متواضعة الا ان العبث تارة والتذاكي والتغابي تارة ثانية هم المتسيد للمشهد وقد نالا منا او بالاصح قد نالا من هذه البلاد الجريحة المكلومة التي غابت عنها الحكمة في سوق النخاسة والبيع والشراء اليومي في قضايانا الحقيقية بافتعال وصنع قضايا جديدة هي ثانوية ولكنها ممنهجة وبنفس مسرحي مفضوح وحبكات وسيناريوهات وضعت كما اشرت سلفا بتوافق اقليمي مرسوم ومن قبل ان تبدأ وتدخل هذه الحرب مرحلة تداعياتها المخطط لها بعناية والتي اريد منها رسم خارطة جديدة للمنطقة الواقعة في شبه جنوب الجزيرة العربية لاسيما طرقها ومنافذها البحرية التي لها دور رئيس في العلاقات ليس الاقليمية وحسب وانما الدولية وتحديدا العلاقات التجارية التي كشفت كثيرا من اسرارها مؤخرا بفعل المواجهات الامريكية الروسية في أوكرانيا بدءا من الحرب على الارهاب مرورا بالحرب الجرثومية والبيولوجية واخرها شائعة"جائحة كورونا ومتوالية سلالاتها"،وحرب المياه وايضا التغيرات المناخية التي نعيشها يوميا ويتم عمدا التعتيم عليها اعلاميا".

واختتم المداوي حديثه بالقول:"مع كل ذلك وكما علمنا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ان نتفاءل دائما بالخير ونحن هنا في هذا المقام الصعب القديم الجديد والعكس مازلنا نمنح قلوبنا التفاؤل ونمنح عقولنا النباهة والفطنة ان تحتاط من هكذا اساليب دٲبت عليها هذه القيادات اليمنية الهالكة مستمرأة مخادعة الناس لا بل وتعذيبهم ولكن يبدوا لي انهم هذه المرة لا ولن ينجحوا فالشعب وخاصة في الجنوب قد نفذ صبره، وارتفع وعيه وفهمه لمخططاتهم واساليبهم الخبيثة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى