​أرض السلام والمحبة

>
لولا تلك المدينة الجميلة واغنيات السلام ومكان وزمان ورفقه واصوات الهواء العذب الفواح من خليج الفيل والبحار والجبال والأهل والأحبة.

لولا ذلك الهواء العليل الذي يستوطن قلبي.

لولا تلك الضاحية الزاهية الجمال التي كانت تزهر بحمامات الانس والاستئناس وفتيه عابرون يضحكون ومن خلفهم وامامهم هوية ومآثر وإيقاعات حياة جميلة تدب في كل أرجاء المكان والزمان.

لولا ذلك الحنين الذي يشق صدري النحيل طامحا بلهفه بإعادة ترميم كل الجروح والمنغصات المؤلمة التي بعثرت حياتنا ومزقتها اشلاء.

لولا ذلك النشيد الإذاعي الذي كنا نصحى عليه فننهض والارض امامنا تزهو وتحتفل زاهره بالأهل والأحبة والجيران واشاعة السلام ورحمة القلوب وتكافل المجتمع.

لولا وجوه أولئك الكبار الصالحون والأحبة والأصدقاء الذين غادرونا إلى الآخرة ووجوههم تشع أمامي بابتسامات ومواقف ولقاءات امتددنا فيها على الرمل وعلى سواحل وشواطئ ومقاهي عدن الجميلة.

لولا نقائهم ومحبتي واشتياقي لهم بدموع تنهمر على الأرض.

لولا ذلك الصفاء ورنين جرس المدرسة والجامعة وطباشير الدرس وأصوات معلمينا ومعلماتنا الفاضلات الذين نهلنا منهم كل سلوكيات الأدب والأخلاق والاحترام.

لولا تلك المائدة المفروشة على حديقة المدرسة والجامعة وهي تضم مجموعة طلاب وطالبات يتناولون افطارا جماعيا ونظراتهم وابتساماتهم تلتقي بأمن ومحبه وقلوب تشع نقاء وأخوة.

لولا تلك المدينة التي اراها في هذه اللحظات وهي تغادر ولم يظهر منها غير نصف ثوبها البنفسجي يتطاير مع هبوب الرياح وهي تلوح بأيديها بالوداع لتمشي وتمشي وتبدا تتلاشى وتختفي وسط امواج البحر معلنة الرحيل الاخير.

لولا محبتي لكم جميعا سكان وأهالي وعشاق عدن الجميلة بكبارها واساتذتها وصفحاتها واستقراطيتها وأهلها وبسطائها وصياديها وقواربها الخشبية قسما بالله:

ما صدحت بنداء.. ولا سطرت حرف.. ولا توجعت بألم، لكنها ذكرى وطني وبيتي وأحبتي وأهلي هم فقط من جعلوني أبكي وأحترق يوميا.

لكم مني كل الحب والسلام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى