الجنوب بين التفاؤل والواقع المؤلم

>
جملة المتغيرات التي شهدتها شرعية المنفى في العاصمة السعودية حيث انتقلت سلطة الرئاسة إلى مجلس رئاسي قيادي مكون من 7 نواب ورئيس للمجلس، وطويت سلطة الرئيس هادي بعد تحمل الرئاسة لـ 12عاما، يتساءل الكثير من المحللين هل هذه الإجراءات التي اتخذت في أحداث التغييرات تتفق وفقا والمرجعيات الثلاث التي كانت شرعية هادي متمسكة بها وهي (المبادرة الخليجية مخرجات الحوار الوطني، قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة اليمنية) وما هو الدور الذي لعبته دول الرباعية في الضغط على هادي في تمرير جملة التغييرات، وهل تتفق تلك التغييرات وفقا والقانون الدولي والتي تتضمن باحترام وسيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها البعض سيوضح أن اليمن تقع تحت البند السابع، ونحن نقول كافة القرارات الأممية اتخذت بعض القرارات أي العقوبات، وفقا والبند السابع تجاه معرقلي التسوية، ونصت بذكر قيادات من أنصار الله وعفاش وابنه ولم تتطرق لشرعية هادي، ويتساءل بعض السياسيين، ما هو مصير هادي ونائبه بعد هذه التغييرات؟

لنترك مسألة جملة تلك التطورات بكل سلبياتها وإيجابياتها، وهل ستعود بالنفع واستقرار الأوضاع والانتهاء من الأزمة اليمنية الخانقة، في الجنوب أثارت تلك التغييرات بين مؤيد لها وبين من يتساءل ماهي الضمانات لأبناء الجنوب في تحقيق تطلعات شعب الجنوب في استعادة دولته وعاصمتها عدن لاسيما أن إشراك المجلس الانتقالي الجنوبي (الأخ عيدروس الزبيدي) في قوام المجلس الرئاسي القيادي وفي موقع النائب الأول للرئيس، والإشراف على الجانب العسكري.

وقام الأخ عيدروس الزبيدي بإجراء سلسله من اللقاءات مع مختلف قيادات الوزارات والأحزاب والسلك الدبلوماسي العربي والأجنبي انطلاقا  من مبادرته في فتح صفحة جديدة مع خصوم الأمس واستعداده لدعم الإخوة في تحرير صنعاء إذا تعثرت جهود التفاوض وإنهاء الأزمة بالطرق السلمية، وأعلن أنه بحاجة لسبعة أشهر لإحلال السلام في اليمن سلما أو حربا، وليس سبع سنوات كما ذكر.

مسألة حسم الحرب في اليمن بحاجة إلى دراسة متعمقة عن واقع تكوينات التشكيلات العسكرية لمختلف أطراف الصراع وجملة التباين والاختلافات والاحقاد بل والحروب التي نشبت في الجنوبي بالذات فقد عجزت شرعية هادي ومعها بعض تشكيلات عسكرية شعبية والدعم السخي من دول التحالف برئاسة السعودية والاستخدام المفرط، لسلاح الطيران الحربي واستهداف غالبية المحافظات الشمالية من تحقيق أي انتصارات تذكر، بل استطاعت قوات أنصار الله من الوصول إلى عمق أراضي الإمارات والسعودية، من خلال امتلاكها وتطويرها لسلاح الصواريخ البلاستيكية والطائرات المسيرة المفخخة أي توازن قوات الردع بين السعودية والإمارات مع قوات أنصار الله، مما سبب إزعاجًا كبيرًا على المستوى الإقليمي والدولي وتهديد حركة تصدير النفط على مستوى العالم.

ما يهم شعب الجنوب في هذه الفترة الحرجة التخلص وبشكل سريع من الواقع المؤلم الذي يعيش من الحياة المعيشية المزرية، وارتفاع جنوبي للأسعار والانهيار المروع لسعر الصرف للريال اليمني وبالذات في المحافظات المحررة أو المحافظات المضطهدين عمدا، وتوظيف صرف مرتبات الجيش والأمن الجنوبي لعدة أشهر كل سنة وسنوات الحرب تقريبا، أما حرب الخدمات التي تنفذها قوى الفساد في تركيبة السلطة فقد بلغت وضعًا لا يمكن بأي حال من الأحوال تحمله.

المجلس الرئاسي الجديد علية مسؤولية وطنية عاجله جدا في تصحيح كافة الاختلالات المرتبطة بحياة الناس، فشعب الجنوب يرفض تواجد المجلس في عدن وأي قوات تابعة له إلا متى ما تم تحسين الأوضاع المؤلمة التي يعيشها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى