نازحة تحترف المكياج السينمائي وتطمح للعالمية

> مجيبة الشميري

>
"آيات ثابت".. شابة تحدّتْ واقع النزوح والحرب

بَدَتْ صنعاءُ "مدينة بلا ملامح"، بالنسبة للشابة اليمنية آيات ثابت (23 سنة)، المشغوفة بالرسم وفن المكياج السينمائي؛ لذا قررت اللحاق بوالدها الذي نزح إلى مدينة مأرب (شرق صنعاء)، وهناك أكملت دراستها الجامعية في إدارة الأعمال، وتمكنت من التغلب على الصعوبات التي واجهتها في التكيُّف مع البيئة الجديدة التي وجدت نفسها فيها.

"بعد أن أجبرتنا الحرب والضغوطات التي كنا نواجهها في صنعاء بسبب وجود والدي في مأرب، نزحت أنا وأسرتي إلى هناك، في مطلع عام 2015، بعد أن استقر بها والدي بنحو 7 أشهر؛ شعرت بوجود نسبي لمقومات الحياة في هذه المدينة"، تقول آيات لـ"خيوط".

تذكر آيات أنها أمضت 6 أشهر في مدينة مأرب، دون أن تجد شيئًا جديدًا يمكنها فعله أو مهارةً يمكنها ممارستها، بعد أن جاءت من "بيئة منفتحة، إلى بيئة مغلقة"، حد وصفها، إلا أنها حاولت التكيُّف مع مرور الوقت وتوافُد نازحين جدد إلى المدينة التي بدأت فيها الحياة تتوهج شيئًا فشيئًا.

تستطرد: "مع ظروف الحرب وظهور جائحة كوفيد - 19، التزمت بالحجر الصحي في المنزل، زاد شعوري بالملل، لكن شغفي السابق بالرسم عمومًا- بما في ذلك الرسم على الوجوه - كان بداية انطلاقتي المهنية التي أجني منها ما يكفي لشراء أدوات الرسم وغيرها إلا أن الفراغ، وطول الوقت نتيجة الحجر الصحي، كان دافعًا لي في التفكير بإضافة شيء جديد إلى حياتي؛ تعلمت عبر اليوتيوب كيفية عمل المكياج السينمائي، ثم بدأت بالتطبيق، وقمت بتجريب ذلك عدة مرات على أختي إلى أن نجحت؛ التقطت لها صورًا ونشرتها على التواصل الاجتماعي، وكان التفاعل إيجابيًّا شجعني على الاستمرار". 

    تأمل آيات أن تتمكن من السفر إلى خارج البلاد، لِتطوير موهبتها في المكياج السينمائي، كي تتمكن من تطوير هذا المجال في اليمن، ودعم الراغبين في تعلمه، من منطلق إحساسها بأهمية الدور الذي لعبته كثير من النساء النازحات في ظل الحرب.

واجهت آيات صعوباتِ عدم توفر الأدوات الخاصة بالمكياج السينمائي؛ لذا لجأت إلى استخدام خامات بديلة، كي تتمكن من الاستمرار في صقل موهبتها الجديدة، "في بداية انطلاقتي، باشرت العمل الميداني عبر حملة لمناهضة العنف ضد الأطفال، مع أحد الزملاء المصورين، الذي وثّق أعمالي (بالصور) في شرح مظاهر تعنيف الأطفال من الأسرة أو المجتمع"، تضيف.

حاولَت آيات من خلال عملها في المكياج السينمائي، إيصال رسائل إيجابية، عبر عدة حملات قامت بنشرها على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، التي لاقت استحسانًا من قبل، بعض "اليوتيوبرز"، مثل سمية جمال، وموقع "منصتي 30"، الذي شارك أعمالها. "كان هدفي استخدام المكياج السينمائي في خدمة المجتمع بصورة إيجابية، بعكس ما يصفه البعض بأنه سلبي ويحث على العنف والتخويف، فقد تعلمت كيفية تسخير عملي في إظهار معاناة النازحين، كما عملت على فيلم عن الأسرى والمختطفين".

كونها في بيئة ترى المكياج السينمائي شيئًا غريبًا - وفقًا لـ"آيات" - والفكرة تبدو جديدة على المجتمع، بحكم ندرة المختصين في هذا الجانب في مدينة مأرب، وجدت موهبتها تشجيعًا غير متوقع، حيث عملت على تدريب 60 متدربًا ومتدربةً، كان ذلك سببًا في شهرة ما تقوم به، وتغذية طموحها في "الوصول إلى العالمية"، كما تفصح لـ"خيوط".

تأمل آيات أن تتمكن من السفر إلى خارج البلاد، لتطوير موهبتها في المكياج السينمائي، كي تتمكن من تطوير هذا المجال في اليمن، ودعم الراغبين في تعلمه، من منطلق إحساسها بأهمية الدور الذي لعبته كثير من النساء النازحات في ظل الحرب، ممن حاولن تطوير أنفسهن وإثبات وجودهن، على الرغم من ظروف الحرب والعراقيل التي تواجههن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى