عن القادم أتحدث

> لم يعد باستطاعة أحد أن يكابر في أن تحولا ما تم في عموم البلاد.. أعرف كم كانت ولازالت وستظل قوة الجنوب في هذه التحولات. لقد اختار الحوثيون الحرب؛ لأن توجهاتهم لا تطيق قيام دولة وجمهورية، وقد سبقهم في الحرب على الجنوب نظام عفاش وحلفاؤه؛ فتعرض الجنوب وعاصمته عدن لسنوات من العذاب والدم.

لقد حكمت البلاد من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها شرعيةٌ فاسدة عملت على تمزق الأرض والناس، واستمرت البوصلة بنفس الاتجاه إلى السنوات الحرب الأخيرة من عام 2015.

كان لابد من تأسيس قوى خارجة عن هذه الشرعية التي استمرأت فسادها وظلت حبيسة عدم التغيير، فتأسست قوى خارجها.

لذلك أعتقد أن تجربة قيام مجلس قيادة رئاسي سوف يثبت لنا ما إذا كانت عودة الدولة مجرد حدث عارض أم فرصة لاستعادة الدولة، وليتمكن من حشد قواه للانقضاض سلما أو حربا لتنفيذ خارطة الطريق التي فازت السعودية والإمارات برسمه كحدث تاريخي وليس حدثا عارضا وتمهيدا لهذه المرحلة الانتقالية ومن ضمنها استعادة الملفات الشائكة ومنها ملف القضية الجنوبية واستعادة الدولة.

ممثل المجلس الانتقالي ورئيسه اللواء عيدروس الزبيدي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، كان محقا في أدائه وقسمه ليعبر عن مكنونات الموقف والقوة لقضيته.

كما أن التحفظات التي برزت هنا وهناك ليس وليدة اليوم، إنها تعبر عن رأي أصحابها من القضية الجنوبية واستعادة دولة الجنوب بل إنها ليست غريبة من أولئك الذين رفعوا مطرقة الهدم وبندقية الدم لكل ماهو متعلق بالشأن الجنوبي.

كانت سلطة العرش للعهد الماضي وبعض من هؤلاء كانوا رموز له في معظم الأوقات وبغير شك كانوا عناوين عذاب للجنوب ونضالاته فإذا حكمنا بما عشناه وشاهدناه يمكننا القول إن لا عهد لهم ولا ميثاق لهؤلاء الذين ظهروا اليوم أمامنا كحكام وهم جزء من نظام عبث بالناس وبالجنوب خاصة أيما عبث.

ومن نافلة القول إن نكون شديدي الوضوح ومع الحقائق حيت لا يستطيع، أنا أو غيري، نسيانها أو تجاوزها، لكن لسبب ما أو لأسباب عدة استدعت أن نكون وسط قاعة تغفر لهم أن استطاعوا تكفير ما عملوه عدوانا على الجنوب منذ حرب 1994. وعلى اليمن كله.

لذلك فإن الأمر يتطلب تصحيح الحال وبدرجة عالية من الوطنية؛ لان التجربة الماضية معهم لم تكن نزهة بل كانت عقابا تجرعناه على مدى سنوات طويلة.

ورغم هذا كله فإن ما قام به الأشقاء ( التحالف) من مد جسر التقارب لهزيمة المشروع الإيراني في البلاد وعلى وجه الخصوص في خطره بالشمال، وبعد غياب لحسم المعركة حربا أو سلما فقد تطلب الأمر والواقع رسم مهمة جديدة تتخطى قدرات الرئيس السابق عبدربه منصور هادي الذي ارتهن لقوى فاسدة غير فاعلة على الصعيدين السياسي والعسكري، ولهذا السبب ولأسباب أخرى كانت نهاية عهده لتنطلق مرحلة أخرى مرحلة نمو لسياسة وقوى أخرى يسمح لها بدرجة عالية من الفعالية المتوازنة تقبل وترضى أن تحتكم إلى قرار جماعي رئاسي ولإجراءات الدولة الانتقالية لحل تناقضاتها وأن تكون عدن هي مقر السلطة الحرة بعد غياب دام لأكثر من ثلاثين عاما... عدن ظاهرة مدنية وسياسية واقتصادية وثقافية وحضارية لا يستطيع أحد أن ينكر دلالاتها..ما نقوله ليس مكتوبا على ورق الدستور أو على حلف اليمين، إنه واقع له عواقبه نحترمها غدا فيما إذا أراد الجنوب استعادة دولته. أنها إرادة شعب ليس أمام الانتقالي وكل القوى والتيارات إلا الاستجابة لما يريد شعب الجنوب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى