الحِوار البناء هو الدواء

> عندما يفتح المولود عينيه على الحياة فإنه يرى ويسمع ويتعلم من الآخر، فحاجة الإنسان للحوار والقدرة على التواصل يبدأ منذ ولادته.

الحِوار هو لغة التفاهم والمعرفة بين الناس وطريقة الوصول بهم إلى الحقيقة، وبما أن الحقيقة واحدة فسوف تتحد الرؤى والنوايا من أجل تحقيق أهداف سامية مرجوة.

لقد بات واضحاً من الناحية الاجتماعية أن البشرية تعيش فجر يوم جديد تتقارب فيه الشعوب يوماً بعد يوم، لذا يجب أن نسعى لإزالة كل ما يعيق التزامنا بتقدير بعضنا البعض وإزالة التعصب والفروقات واحترام القيم والثقافات والتعايش معاً في محبة وسلام، والوصول لهذا الهدف الغائي يتطلب الإيمان بأن:

(خالق العالم واحد وسياسته واحدة وهي المحبة الشاملة للجميع دون تمييز أو تعصب، وأن الطين الذي خُلِقنا منه واحد، وأن الروح لا جنس له ولا عرق ولا طبقة، والهدف من وجودنا على هذه الأرض هو التقارب والاتحاد والعمل معاً من أجل إصلاح العالم)، لذا فإن الحوار البناء هو وسيلة التآلف بين الناس ونشر المحبة بينهم وتنوير الأفكار وتوحيد النوايا ضمن بيئة آمنة، فعن طريقه يتبادل الأفراد الأفكار والمعلومات ويُقَيِّمونها ويُعيدون بناءها، مما يساهم في تطوير المجتمع والأفراد.

انعدام الحوار يعني أن الحقيقة ناقصة، والعدالة مشوهة، والصورة غير مكتملة، ونقاط التعلم المشتركة والخبرات المتبادلة شحيحة إن لم تكن معدومة، وهذا ينعكس سلباً على رقي المجتمع وتقدمه.

وعلى النقيض تماماً فإن الحوار البناء يفتح المدارك على الطرق المختلفة المؤدية إلى الحقيقة، فالطريق إلى الحقيقة الواحدة، مختلف ومتعدد، فإذا حصر الإنسان نفسه في أفكاره فسيحرم نفسه من الطرق الأخرى التي تؤدي إلى الحقيقة، والتي تستبين للإنسان بالحوار مع الآخرين وتبادل المعرفة والأفكار وبه يُردم حِدَّة الخلاف وتتقلص الفجوة بين الأطراف المختلفة لإيجاد طريق مشترك جديد برؤية جديدة ووعي خالٍ من التعصب مدرك أن الذي يدور في عقلي ليس (أنا) بل مجرد (فكرة) وليس (حقيقة)، وأن المشاعر الطيبة هي طبيعة الإنسان، لكن المعاناة ليست كذلك بل هي من صناعة التفكير.

إن كان الخِلاف هو المرض والمعاناة هي الألم، فإن الحِوار هو الدواء، ودمتم سالمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى