​كالعادة.. أسعار ملابس العيد كابوس يؤرق الأهالي

> زنجبار «الأيام» سالم حيدرة صالح:

>
مع قرب قدوم عيد الفطر المبارك لم تتمكن العديد من الأسر في أبين من شراء كسوة العيد لأطفالهم في ظل ارتفاع جنوني للأسعار رغم تعافي العملة المحلية أمام العملات الأجنبية بعض الشيء.

وابدى المواطنون استياءهم من تمسك التجار بالأسعار المرتفعة وغياب الدور الرقابي للدولة الذي من شأنه وضع حد لمعاناة الأهالي.

ومنذ سنوات عدة أصبحت كسوة العيد مقتصرة على الأطفال نظرا لتردي الاحوال المعيشية وانقطاع المرتبات وتأرجح قيمة العملة المحلية، إلا أن هذا العام بات الغلاء مهيمنا على كافة سبل العيش وجعل شراء ملابس العيد للأطفال فقط امرا في غاية الصعب.

وكان المواطنون في كافة المحافظات قد استبشروا خيرا بتشكيل المجلس الرئاسي، لكن بقاء الاوضاع الاقتصادية على ما هي عليه كان محط تساؤل عما إذا كان بمقدور المجلس فعلا إحداث تغيير إيجابي لصالح المواطن وأن غلاء المعيشة والمرتبات وقيمة العملة على قائمة اولوياته في الأصل.


استقبال بائس بدى على ملامح أهالي أبين وهم يعتصرون حسرة لما آلت إليه أوضاعهم، فقد كانت شريحة الفقراء محدودة ومعروفة لدى الأهالي من هي الأسر الفقيرة والمحتاجة للمعونة، أما اليوم فالجميع أصبح في حاجة وفي تدن لمستوى الدخل مقابل الانفاق وضعف القدرة الشرائية في ظل الارتفاع المستمر للأسعار، فبهجة استقبال العيد إنما هي بفرحة الأطفال الذين بحرمانهم من كسوتهم يكون العيد ناقصا وسببا للحزن.

وتتجدد معاناة المواطن الأبيني في شراء كسوة العيد للأطفال كل عام وتضل هذه المعاناة كابوسا ينغص فرحة الصغار قبل الكبار الذين لا طاقة لهم  بشراء ملابس بأسعار مرتفعة جدا فيما هم يجاهدون لتوفير لقمة العيش لأسرهم.

ويقول المواطن حسين جاعرة، ان المواطنين في مدينة زنجبار يضربون ايديهم الخالية نتيجة عدم قدرتهم على شراء كسوة العيد لأطفالهم هذا العام رغم تعافي العملة المحلية امام العملات الأجنبية.

وأضاف: "أسعار الملابس مازالت كما هي مرتفعة بل أكثر من ذي قبل، الكثير من الناس يتحسر وهو يشاهد اطفال ينتظرون كسوة العيد وهو غير قادر، نعم الكثير هناك ذوي الدخل المحدود والعاطلين عن العمل".

بدورها قالت المواطنة مريم عبدالكريم حمود، من حارة الطميسي بمدينة زنجبار: "تعشمنا خيرا بعد أن تحسن سعر الصرف لكن ظلت المعاناة والقلق مستمر فلم نتمكن من شراء ملابس العيد لأطفالنا لكي يفرحوا وينبسطوا مثل الاخرين، نريد أن نفرحهم لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن".

مريم هي أم لستة أطفال، وزوجها عاطل عن العمل، تنظر هي واطفالها إلى المحال التجارية ولسان حالهم يقول: "العين بصيرة واليد قصيرة".

وأشارت المواطنة أم منيرة، إلى أن جشع التجار ووكلاء بيع الملابس بالجملة قد أعمى أبصارهم، "فلا يراعون ظروف المواطن، يفكرون في الكسب لا غير، لم نتمكن من شراء كسوة العيد لهذا العام نتيجة ارتفاع أسعارها، فنقول عيد العافية والسلام والأمن والأمان، فالظروف المعيشية الصعبة التي نمر بها لم تمكنا من أن نفرح فلذات اكبادنا".
وقال المواطن محمود صالح ثابت، من مدينة جعار، إن المواطن يعيش بين تدني مستوى الأجور وانعدام الخدمات وبين غلاء المعيشة.


وأضاف، "هناك أسرا حرمت من فرحة العيد لهذا العام نتيجة عدم قدرتها على شراء الكسوة لفلذات أكبادها فنقول بأي حال عدت يا عيد في ظل الألم والحسرة وارتفاع أسعار الملابس الجنوني الذي نزع فرحة العيد وحرمنا منها".

ويرجع التجار غلاء الملابس إلى ارتفاع أسعار الجملة، أحمد حميد أحد تاجر الملابس في زنجبار قال: "نحن اشترينا البضاعة بأسعار مرتفعة من تجار الجملة قبل أن تتعافى العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، وذلك الارتفاع أدى إلى تدني الإقبال من قبل المتسوقين هذا العام لشراء ملابس العيد إلى 60 %، وهذا أثر سلبا على التجار والمتسوقين بالطبع".

وأوضح أن ارتفاع أسعار الملابس ليس بأيديهم، بل يتحكم بها تجار الجملة في مدينة عدن، وأنهم يتأثروا بالارتفاع كما تأثر المواطن المشتري.

صالح ناصر عبدالله، من أبناء مديرية الوضيع، يقول إن الأوضاع المعيشية المتدهورة أدت إلى عدم قدرته على شراء ملابس العيد لأسرته نتيجة ارتفاع أسعارها.

وليس لصالح مصدر دخل ثابت، "نحن نعيش على باب الله، لدينا عدد من رؤوس الأغنام نبيع منها ما يساعدنا على توفير الاحتياجات الأساسية للبيت" قال.

المواطنة صادقة محمود أحمد، من فئة المهمشين بمدينة زنجبار، تقول: "العيد أقبل ونحن نتوسل من أجل أن نلاقي لقمة العيش لنا وأطفالنا في ظل الظروف المعيشية التي تمر بها البلاد، ولن نتمكن من شراء كسوة العيد لأطفالنا، فقد انتزعت الرحمة من قلوب التجار ورجال المال ولم يعودوا يتصدقون على الفقراء والمعدمين وما أكثرهم في هذا الزمن الصعب الذي أوصلنا إلى وضع كهذا لم نكن نتوقعه".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى