تربة "زغفة" الطاهرة تحتضن محب الطاعة والضعفاء والمساكين..ابنها البار محسن حسين معوضة

> «الأيام»رياض عوض باشراحيل

> وعاد الطائر المهاجر الى العش ، عاد بعد انتقاله من غصن الى غصن ومن شجرة إلى أخرى ضاربا في الأرض بهمة المؤمن الصابر والمتفائل والمتوكل على ربه، غاص في مقلاة الزمن في رحلة كفاح في الحياة وفي العمل المتقن الشريف والحياة الكريمة محققا النجاح، وكان له ما أراد من كل ذلك بشموخ وعز وانفة وشهامة نادرة .

محسن حسين معوضة
محسن حسين معوضة

 عاد رجل الإرادة الصلبة والايمان العميق والعمل الصالح والاستقامة والقدوة الحسنة ، عاد محب الخير والمساكين وعامر المساجد وبيوت الله ومصينها ، عاد إلى مثواه الأخير في هذه الفانية  بعد سفره الأخير للعلاج في مصر.

"زغفة" .. والعودة اليها

 عاد إلى الأرض التي ولد فيها والتربة التي نشأ وترعرع وشب عن الطوق بها وأحبها حبا جما واسكنها صميم قلبه، عاد إلى تربة بلدته "زغفة" بمديرية الشحر لتحتضن هذه التربة الطاهرة ابنها البار غني النفس محب الإحسان والكرم والتواضع عمي الجليل محسن بن حسين بن مسلم معوضة "ابوناصر" ، رحمه الله رحمة الأبرار وجعل قبره روضه من رياض الجنه واسكنه فسيح جناته.

احب الفقيد بلدته "زغفة" موطنه ومسقط رأسه ومهبط حبه وهام بها عشقا عظيما وكان مولعا بها وبذكرها على لسانه. وقد سمعته مرات يتحدث عنها بإعجاب باعتبارها "جنة الدنيا" وهي للفقيد كذلك ، وكان - عليه رحمة الله - يستعذب البيت الشعري "التخميسي" الذي كنت كلما التقينا في لحظات المرح  اردده له ، أنه بيت المحضار الذي قال فيه (ماشي على بالي سوى زغفة تمر عالبال) فينشرح صدره وترتسم الابتسامة على ثغره فرحا ويعيد تكرار ذلك القول الشعري الرائع والمحبب له - طيب الله ثراه -.

في وداعه

وقد شيع جثمانه في موكب مهيب يوم أمس بعد صلاة الجمعة تاريخ ٦/مايو/٢٠٢٢م بجامع "زغفة" ووري الثرى بتربة مقبرتها حيث خرجت البلدة عن بكرة ابيها بشيوخها وشبابها وأطفالها ، تقاطر أبنائها جميعا ومحبوه من الشحر ومناطق أخرى ومن كافة الطبقات الاجتماعية للمشاركة بتشييعه ووداعه وبكثافة بشرية قل نظيرها تعبيراً عن حبهم لرجل الإحسان والخير محسن معوضة - رحمه الله -.

صدى الرحيل..وشهادات عالية القيمة

وفور تلقيه خبر الرحيل كتب العالم الجليل الشيخ "توفيق الصائغ" على صفحات "تويتر" وغرد بعده كوكبة من رجال العلم والأدب والثقافة، ومما قاله الشيخ توفيق :

" ‏بلغني وليته لم يقع وفاة العم بل والدنا الغالي محسن معوضة بالقاهرة .
بهدوء رحل كما عاش بهدوء.
يدهشك بروعة حضوره ، وهاهو يدهش بجلال غيابه !
رحمه الله وإنا لله وإنا اليه راجعون "

‏‎وقال وضاح بن هادي :
"والله فجعت به كمافجعت أنت به؛ رحمه الله وغفر له
وأعلى درجته في عليين،  
جاورته ١١ سنة؛ فلم أر إلا رجلا وضاء صبورا مصليا حكيما يحمل كل معاني السمو في أخلاقه وهندامه.. وهو ما ورثه لأولاده (ذكورا وإناثا)" .

‏‎‎وقال عبدالله الطارقي :
"اتذكر حديثنا استاذ وضاح حين وصفت لك آيات النبل في ذريته وجمال شيم أبنائه فقلت لي وهل قابلت والدهم؟ فقلت لك للأسف ولكني اتمنى .. فقلت لي: لو رأيته لزاد عجبك كيف يكون النبل والجمال إنسانا يمشي على الأرض!
واضاف قائلا :
‏‎رحل العم محسن معوضة تاركا سيرة عطرة .. وعظماء رباهم على معالي النبل ومكارم الأخلاق .
تشرفنا بأخوتهم والقرب منهم وكل يوم نتفاجأ بمحاسن أخلاقهم التي فاقوا فيها الجميع. رحم الله والدنا محسن معوضة وغفر له واسكنه فسيح جناته."
انها شهادات بحق عالية المنزلة و القيمة .

بصمات الغربة

لقد طرق الفقيد باب الغربة وغادر وطنه ملقيا عصا الترحال  بدولة الكويت الشقيقة وقضى بها شطرا من حياته مهاجرا ، ثم واصل رحلة الغربة إلى مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية وعمل بها زمنا كان فيه مجليا ومبدعا . وبحلمه وصبره على متاعب الفراق ومعاناة الغربة استطاع أن يحقق نجاحات باهرة خلال حياته العملية في غربته نفع بها المصالح الخاصة والعامة في وطنه .
سيرة عطرة وقدوة حسنة

هكذا كان الفقيد سيرة عطرة، وثقافة عالية وحكمة المتأمل في الحياة، وقدوة حسنة في تربيته على القيم الشرعية و  ومكارم الأخلاق، وعاطفة صادقة ورحمة مع كل من عمل معه وتحت مسؤولياته في ادارته للمناصب العملية التي تقلدها في حياته، لم يترك شيئاً في وجدانه الا ووضع عليه بصمته واعاده بفرح إلى مسقط رأسه واعتزازه "زغفه" المكان البعيد عن الأضواء إلا أنه استطاع أن يضيئه ويضيء النفوس والمشاعر والقلوب التي فيه .

 لقد غادرنا الفقيد بعد أن ترك لنا بصمات حية وشموع مضيئة ونجوم متألقة من أبنائه البررة يحملون المشعل من بعده عليه رحمة الله .

رحم الله العم محسن حسين معوضة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى