الأهرام: إخوان اليمن بين خيارين إما الانحناء للعاصفة أو تحريك الإرهاب

> «الأيام» غرفة الأخبار:

> تمكن حزب الإصلاح الذراع اليمنية لتنظيم الإخوان المسلمين باليمن، خلال سنوات الحرب الثمانية من التغلغل وفرض سيطرة شبه كاملة على مؤسسات الدولة بما فيها مؤسسة الرئاسة وقاد عملية أخونة منظمة في الجيش والأمن.

لكن هذه الإنجازات التي حققها إخوان اليمن من منظورهم تعرضت لانتكاسة كبيرة مطلع أبريل المنقضي، بعد إجراء تغيير سياسي كبير تمثل بإنشاء مجلس قيادة رئاسي ضم ثماني شخصيات مثل بعضها قوى صاعدة يعتبرها الإخوان معادية لهم، وهذا المجلس لاينفي نيته في إعادة هيكلة كل مؤسسات الدولة بطريقة تقضي على الانفراد فيها وتشرك كل القوى الفاعلة.

ونقلت جريدة الأهرام المصرية عن مراقبين أن المجلس الرئاسي "يعني عمليًا إنهاء سيطرة الإخوان على مفاصل الدولة إلى حد كبير خصوصًا بعد الفشل السياسي والعسكري والاقتصادي الذي صبغ قيادة وسيطرة الإخوان طوال العقد المنصرم، واقع يجعل حزب الاصلاح ممثل تنظيم الإخوان في اليمن في مفترق طرق".

وقالت الصحيفة المصرية في تقرير نشرته أمس "إن حزب الإخواني اليمني بات أمام خيارين فإما أن ينحني للموجة القوية ويقبل بما جرى وسيجري لمصلحة البلاد، أو أن يضع قدميه على الطريق الذي سلكله إخوان مصر مثلا باللجوء إلى الإرهاب وتحريك الخلايا والتنظيمات الإرهابية ضد خصومه، وشن حرب إعلامية وكل جهد ممكن لإفشال جهود المجلس الرئاسي والقوى الإقليمية الداعمة له ولليمن وعلى رأسها المملكة العربية السعودية".

وأضاف التقرير "من خلال الأحداث المتسارعة خلال الشهر المنقضي من عمر التغيير، يبدو جليا أن إخوان اليمن قد اختاروا الطريق الثاني، إذ شهدت الأيام الماضية عمليات إرهابية تكاد تكون شبه يومية، وقبلها أثارت حادثة هروب مجموعة من أخطر الإرهابيين من سجن في وادي حضرموت بطريقة مريبة وهي منطقة تسيطر عليها قوات موالية لحزب الإصلاح الإسلامي، كما أن آلة الإعلام والدعاية التابعة لحزب الإصلاح تشن هجومًا على المساعي الدولية، بالتوازي مع هجوم مماثل على مجلس القيادة الرئاسي الذي شكله الرئيس اليمني السابق عبدربه منصور هادي وأسند إليه صلاحيات رئيس الجمهورية في أبريل الماضي".

خبراء يرون أن الحملات الإعلامية المنظمة تهدف إلى إثارة الرأي العام وتبديد فرص الحل السياسي للأزمة اليمنية"، ويملك حزب الإصلاح العديد من الوسائل الإعلامية منها قنوات "يمن شباب، والمهرية، وسهيل، وقناة بلقيس المملوكة للقيادية البارزة في الحزب توكل كرمان". وتعمل هذه القنوات للتعبير عن سياسية الحزب بطريقة غير مباشرة.

الهجوم الذي تشنه وسائل إعلام الإصلاح يتزامن مع هجوم مماثل تشنه الماكينة الإعلامية للحوثيين، وبنفس الوتيرة؛ حيث يشترك الطرفان في تقاطع مصالح يعتبران أن أي تغيير سياسي سيهدد مصالحهما المتراكمة كإطالة أمد الحرب، وتوقفها يعني القضاء على مصالحهما".

ويقول اليمنيون إن سقوط بعض الجبهات العسكرية كان نتيجة لتفاهمات بين حزب الإصلاح والحوثيين خلال العاميين الماضيين وأن هناك اتفاقًا بينهما على إطالة أمد الحرب، لأنها تحولت إلى ورقة مربحة بالنسبة للجانبين". لكن هذه التفاهمات لم تكن الأولى، بل يتحدث مراقبون عن وجود قنوات تواصل بين الجانبين منذ عدة أعوام، ولم تنقطع حتى في ظل الحرب وانضواء حزب الإصلاح في إطار معسكر الحكومة اليمنية.

ووفقال لـ"الأهرام" يحاول حزب الإصلاح عرقلة أي إصلاحات بالهجوم على المجلس وابتزازه، وتعقيد فرص السلام في اليمن، تمامًا كما يفعل الحوثيون، وهناك تجارة حرب مزدهرة، ولا يريد الإصلاح والحوثيين فقدانه"، متابعًا "تظل فرص نجاح المساعي الدولية قليلة في ظل استمرار الحوثيين والإصلاح في عرقلتها ووضع الألغام أمامها".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى