مأرب... مدينة اليمن المليونية بلا متنفس للسكان

> «الأيام» هشام الشبيلي*

>
تستقبل محافظة مأرب شرق اليمن موجات نزوح مستمرة منذ مطلع العام 2015، إذ باتت مقصدًا ومأوى لكثير من الفارين من بطش ميليشيات الحوثي أو الباحثين عن العمل والعيش في ظل حال الفقر والبطالة التي تضرب البلاد.

وعلى الرغم من الحرب المتواصلة على أطراف المحافظة، إلا أن مأرب تشهد حال ازدهار تنموي وتوسع عمراني متسارع، وبات يقطنها ملايين اليمنيين معظمهم من النازحين والمهجرين.

وعلى الرغم من الازدحام الكبير لسكان المدينة الذين يتجاوز عددهم الـ3 ملايين نسمة، وفقًا للإحصائيات الرسمية، واستمرار تدفق الناس إليها من مختلف المحافظات اليمنية، إلا أنها تفتقد لأي مشاريع في مجال الترفيه أو حتى الحدائق العامة.

حديقة صغيرة ووحيدة

هناك حديقة صغيرة ووحيدة تقع وسط المدينة، هي أشبه بحديقة منزلية موسعة بها عدد من الأراجيح البدائية، وتكتظ يوميًا بآلاف الأطفال والنازحين، ويقف الأطفال ساعات في طوابير الانتظار بسبب الازدحام الشديد حتى يتمكنوا من الوصول إلى الأراجيح المتهالكة للعب والترفيه.

محمد عوض العواضي نازح في مدينة مأرب، اصطحب أسرته المكونة من ثلاثة أبناء وزوجة إلى إحدى الأماكن العامة، وهو عبارة عن جولة مرورية تتقاطع فيها أربعة خطوط للسيارات، وتحولت بفعل غياب المتنفسات إلى مكان للتنزه.


ويقول عوض وهو نازح من محافظة البيضاء إن المدينة نجحت في إيواء ملايين اليمنيين والنازحين ووفرت لهم أغلب الخدمات إلا الحدائق والمتنفسات للساكنين والأطفال.

وأضاف أن "سكان المدينة يعيشون معظم الأحيان تحت تهديد الصواريخ الحوثية، ويحتاجون إلى اقتناص لحظات فرح في المتنزهات للتخفيف من حال الضغط النفسي الذي يتعرضون إليه".

وتابع، "لكم أن تشاهدوا أن الناس اضطروا إلى الخروج للتجول في الشوارع لعدم وجود حدائق ومتنفسات للترويح عن أنفسهم وعن أولادهم في محاولة الهرب من ضغط الحرب وصعوبات الحياة".

ووفقًا لعوض فإنه يقع في حيرة خلال المناسبات والأعياد بسبب مطالبة الأبناء بالخروج إلى الحديقة، "كما تعلمون لا يوجد هنا سوى حديقة ضيقة تختنق بعدد قليل من الأسر وتضم ألعابًا معدودة ومتهالكة".

من جانبه، قال رأفت محمد (35 عامًا) إن الإجازات والمناسبات الوطنية والدينية ناقصة في مدينة مأرب لعدم وجود الحدائق والمتنزهات.

وطالب رأفت السلطة المحلية والحكومة بأن تلتفت إلى هذا الجانب المهم في ظل المرحلة الصعبة التي تعيشها آلاف الأسر المتأثرة بظروف الحرب وضغوطها.

وقال "إنه في الوقت الذي يكون إيجاد المتنفسات واجبًا إنسانيًا من شأنه أن يخفف قليلًا من معاناة النزوح والتهجير، سيكون فرصة للمحافظة لتوسيع وتنويع مصادر الإيرادات.

متنفسات بديلة

وخلال الأعوام الماضية وجد الأهالي والنازحون متنفسات أخرى لجأوا إليها بديلًا عن الحدائق والمتنزهات، وتقع خارج المدينة مثل سد مأرب مثلًا وقنواته التحويلية، وبعض المواقع الأثرية كوجهة للتنزه.

ويعد سد مأرب التاريخي مقصدًا مهمًا يحلو للزوار زيارته للنقاهة والمتعة، لا سيما أيام الأعياد وسرد الحكايات والأساطير عنه، لكن بسبب التصعيد والهجوم العسكري للحوثيين تحولت هذه المناطق التي مثلت متنفسًا طبيعيًا للآلاف إلى مناطق خطرة يحظر الاقتراب منها.

ومنذ مطلع العام الماضي تشهد المناطق الجنوبية للسد معارك شديدة متواصلة بين ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران من جهة، وقوات الجيش اليمني والمقاومة ورجال القبائل من جهة أخرى، الأمر الذي منع المواطنين من زيارته خوفًا على سلامتهم، بينما المناطق الأثرية مثل عرش بلقيس ومعبد أوام والتي تعد واجهات تاريخية أكثر منها ترفيهية، تفتقد إلى أي اهتمام ولا توجد فيها أي وسائل للترفيه مثل أماكن الجلوس والملاعب والمقاهي وغيرها.

*"اندبندنت عربية"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى