​إلى أين تتجه امتحانات الثانوية هذا العام؟

> عندما تبدأ امتحانات الثانوية العامة ستتبين لنا معادن الناس وأخلاقهم،ستحدد لنا أنستحق الرحمة من الله أم لا؟

هل نتجه للأسوأ أم للأفضل؟
 
هل عرفنا سبب دمارنا وهلاكنا وجوعنا ومعاناتنا؟ أم نحن مصرون على استغفال أنفسنا ومجتمعنا وننسب سبب وضعنا للغير.

موقفك أخي الأب أخي المربي أخي اليمني من الغش هو الفيصل.

كرهك للغش ابتداء.. رفضك استخدامه.. عدم قناعتك بمبرراته.. الدعوة إلى تحريمه وتجريمه ومعاقبة مرتكبه.   
  
الدعوة لاتخاذ إجراءات تحد منه، ومن أجل دعم التعليم وتقويته. وقطع مبررات الغشاشين.

في نهاية كل فصل تعلن المدارس حالة الطوارئ وتستفرغ جهدها وطاقتها لإجراء الاختبارات النهائية التي تعد لديهم مقياسًا لتحصيل الطالب العلمي، ومؤشرًا على تحقيق العملية التعليمية أهدافها، والعديد من المدارس تحتفل بالإنجاز وتقوم بتكريم أبنائها الحاصلين على المراكز الأولى، فهل تلك الاختبارات ونتائجها مؤشر صادق لتحقيق أهداف العملية التعليمية؟!

كثير من المدارس تشدد إجراءاتها لمنع "الغش" فتزيد من عدد المراقبين أو الكاميرات وتطبيقات المراقبة، كل ذلك بغرض الحيلولة بين الطالب وبين الغش، وتتفاخر بعض المدارس بأنها نجحت في محاصرة عمليات الغش، والسؤال هو: هل نتعامل مع طلابنا كمجرمين، ومن ثم يجب محاصرة إجرامهم؟! أم يجب أن نتعامل معهم على أنهم محور العملية التعليمية، وبالتالي فيجب أن نساعدهم ونوجههم للتعليم، ونبتكر أفضل الأساليب لتعزيز الذاتية وإثارة الدافعية للتحصيل العلمي.

هل التلاميذ في نهاية مرحلة التعليم العام "الصف الثالث الثانوي" يمتلكون مهارات تلاوة القرآن الكريم بحسب الأهداف المرسومة للمادة؟ هل المتعلمون يتقنون اللغتين العربية والإنجليزية كتابة ونطقا؟ وهل لدى خريجي الثانوية مهارات ممارسة طرق التفكير السليم، مثل: التفكير التأملي، والاستنباطي، والاستقرائي كما هو المؤمل من دراسة الرياضيات، هل باستطاعة الطالب إجراء التجارب العلمية والتحقيق من الفروض والبرهنة على القضايا المنطقية، هل يجيد أبناؤنا بعد"12عامًا"من التعليم شيئًا من مهارات القرن الواحد والعشرين والمهارات الناعمة من التواصل والتفاعل والتفكير الناقد والإبداعي، والتفاعل الاجتماعي وغيرها من المهارات الحياتية.

إنني أدعو إلى تغيير جذري للعلمية التعليمية، وإعادة تصميم المناهج التعليمية بما يتناسب مع متطلبات الحياة الحاضرة والمستقبلية، وتصميم أدوات قياس تقيس مباشرة مخرجات التعلم المرسومة، وإعادة النظر في كل عناصر العملية التعليمية في مراحل التعليم المختلفة؛ حتى يتمكن أبناؤنا من العيش في الحاضر لا الماضي، ومن المنافسة على الإبداع والابتكار على مجرد الحفظ والاستذكار، وحتى نضيف للحياة شيئًا بدلًا من أن نعيش على هامش الحياة، وبتصميم المناهج على أساس مهارات القرن الواحد والعشرين، ومتطلبات الحياة وربط النجاح بإتقان المهارات وتنويع أدوات التقويم والقياس، فسيصبح التفكير في الغش بعد ذلك فكرة سخيفة جدًا؛ لأنه وببساطة ستعود الاختبارات إلى وظيفتها المتمثلة بأنها وسيلة للقياس وليس مجرد شهادة وشتان بين الشهادة والتعليم.

غيروا الباطل بأنفسكم.  يهديكم الله لتغيير واقعكم وحياتكم للأحسن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى