قصة من الشارع.. في ثمانين من العمر يبحث عن القوت رغم مخاطر القيادة

> الحوطة «الأيام» هشام عطيري

> محمود العامري مازال يكافح لأجل توفير مصاريف أسرته
> مازال هناك من يجد ويجتهد في العمل على الرغم من كبر سنه لتوفير مصاريف العيش له ولأسرته حتى وإن كان هذا العمل شاقًا ومتعبًا لمثل هذه الفئة من الناس التي تحتاج إلى الراحة والاستقرار.

العم محمود محمد علي العامري من أبناء مدينة الحوطة البالغ (77 عامًا) يعمل على متن دراجة نارية لتوفير مصاريف أسرته المكونة من 6 من الأبناء والبنات.

العم محمود محمد علي العامري
العم محمود محمد علي العامري

يقول "أنا أعمل على متن دراجة نارية لتوفير لقمة العيش لأولادي، حيث كنت سابقا أعمل في النقل البري ب 4200 ريال، ثم تحولت ضمن العاملين في القوى الفائضة إلى إدارة التربية واستلم راتبا حاليًا 50 ألف ريال، لكن هذا الراتب لا يكفي لشراء احتياجات المنزل وتوفير مصاريف الأولاد ولذا لم يكن أمامي لمواجهة ظروفي المعيشية القاسية سوى مواصلة عملي في نقل الركاب على متن دراجة نارية مقابل كسب مالي يمكنني من سد حاجتي المعيشة على الرغم من كبر سني".

محمود العامري مازال يكافح لأجل توفير مصاريف أسرته
محمود العامري مازال يكافح لأجل توفير مصاريف أسرته

بدأ العم محمود قيادة الدراجة النارية في العام 1966م، حيث كانت لديه دراجة نارية نوع ياماها وهي من الأنواع اليابانية الممتازة حصل عليها في ذلك الزمان بواسطة التقسيط.

قال العم المحمود إن شخصًا يدعى الطريمي ساعده وآخرون في ذلك الوقت في توفير الدراجات النارية بدفع نصف المبلغ (1500 شلن) آنذاك فيما الباقي يدفعه بالتقسيط، مشيرًا إلى أنه قديمًا كانت هناك جمعية لمالكي الدراجات النارية في زمن السلطنة العبدلية وأنه كان أحد أعضائها في ذلك الزمن الجميل وفق تعبيره.


يبدأ العم محمود يومه بالعمل من على دراجته النارية من بعد الفجر حتى الساعة الخامسة عصرًا ليجمع مبلغًا ماليًا يوميًا يعينه على صرفيات واحتياجات منزله التي يوفرها بشق الأنفس.

يكشف الوالد العامري أنه منذ أن عمل على متن الدراجة النارية في الستينيات حتى اليوم لم تسجل عليه أي مخالفة مرورية، مضيفًا أن الشباب الحاليين مستهترون وطائشون وهو ما يؤدي إلى تسجيل حوادث كثيرة وتزايد أعداد الوفيات والإصابات، بسبب أنهم غير ملمين بقواعد وإرشادات المرور إضافة إلى السرعة الجنونية.

العم محمود على متن دراجته النارية
العم محمود على متن دراجته النارية

تبدو صحة العم محمود جيدة على الرغم من أنه في أرذل العمر إلا أنه يفترض في مثل عمره أن يكون في منزله يتلقى كل الرعاية والاهتمام، ولكن من سوف يصرف على أسرته وهو ما دفعه للخروج والعمل على متن الدراجة النارية.

ويشير إلى أن من جيله في الزمن الجميل لم يتبق سواه وشخص آخر مازالا يعملان على متن الدراجات النارية بحثًا عن كسب الرزق.

يوجه العامري نصيحة للشباب سائقو الدراجات بأن يلتزموا بإرشادات المرور والابتعاد عن السرعة الزائدة حتى لا تؤدي إلى مالا يحمد عقباه، ويحث في المقابل السلطات على عدم مضايقة أصحاب الدراجات النارية فلا سبيل لكسب الرزق إلا بهذه الوسيلة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى