​لماذا عادل عمروش؟!

> بدر بالعبيد

>
* المنظومة الرياضية سواء أندية أو منتخبات عبارة عن ثالوث"إدارة وأجهزة فنية ولاعبين" ، وكل إخفاق يحصل لا سمح الله ، تتحمله أعمدة هذا الثالوث بنسبة وتناسب بينها المدرب"الجهاز الفني" هو موضوع مقالنا اليوم ، هو جزء من هذه المنظومة ويقع على عاتقه جزء لا بأس به من المسؤولية بطبيعة الحال ، إلا أن بعض الاتحادات الوطنية تقدمه للشارع الرياضي كضحية لفشلها وإخفاقها في القيام بمهامها المنوطة ، مبررة تقصيرها بهذه الممارسة في كل مرة تفشل فيها.

 * في الاتحادات الكروية المحترمة هناك لجان فنية من مختصين (لاعبين وإداريين مخضرمين متسلحين بخبرات تراكمية بالمجال وقانونيين) هذه اللجان دورها البحث عن مدربين لفرقها وفق معايير ودراسات مستفيضة تتناسب مع إمكانات فرقها ومنظوماتها المالية ، وتستطيع أن تفرق بين مدرب يريد لاعبا جاهزا بدنيا ولياقيا وذهنيا ، وبين فرق تريد مدرباً يصنع لاعبا ويجهزه ، فليس كل لاعب محترف هو في الواقع محترفا حقيقيا بمعنى الكلمة ، والشواهد كثيرة ، لذا يحتاج مدربين يستطيعون تهيئة هؤلاء اللاعبين على كل المستويات، وأخذ هذه المعايير في الاعتبار للجان الفنية.

 * أعلن الموقع الرسمي للاتحاد اليمني لكرة القدم قبل أيام قلائل عن توقيعه عقدا مع المدرب الجزائري البلجيكي بالتجنس في صفقة بلغت 25 ألف دولار شهريا ولمدة عام قابل للتمديد ، شاملة جهازه الفني : سليم مازون مساعداً "جزائري الجنسية" وكريستوفر بودز المعد البدني "فرنسي الجنسية" ، وسلطان المسيفر "قطري الجنسية" عضو الجهاز الفني ، إضافة للسنيني . تكفل به الاتحاد السعودي لكرة القدم كما أفاد بعض الصحفيين المقربين من اتحاد الكرة اليمني . الصفقة تمت ومتبقي لتصفيات أمم آسيا 2023 حوالي 30 يوما فقط ، وهذا الهدف بلا شك ، إلا أنني أتساءل .. والله لو عنده عصا سحرية هذا الجزائري لن يستطيع خلق انسجام وتوليفة كما يريد خلال هذه الفترة ، وهذا ليس تبريرا له لا سمح الله ، وإنما منطقيا وعلم الساحرة المستديرة يطرح ذلك التساؤل!  ولماذا عادل عمروش بهذا التوقيت ، هل المسألة فقط إسقاط واجب؟!

 * ومع هذا كله أجدني متفائلاً بأن يحجز المنتخب اليمني بطاقة التأهل لسبب بسيط هو : أن جميع الفرق بالمجموعة سواء الفلبين أو منغوليا أو حتى فلسطين أفضل المتواجدين ليسوا بحال جيدة ، كما أن نظام البطولة يضمن تأهل أول المجموعة وأفضل خمس منتخبات (مركز ثاني) . قبول الجزائري عادل عمروش وهو رجل له كل التقدير إلا أن مسيرته الفنية تفتقر لأي منجز رسمي حتى اللحظة ، بدءا من أندية بلجيكا المتواضعة مرورا بتركيا وأكرانيا ، ثم قيادته لمنتخبات غينيا الاستوائية وليبيا وصولا لمنتخب جمهورية بوتسوانا الذي حل معه رابعا في مجموعته بتصفيات أمم أفريقيا 2022 ليغادرها رسميا مع أنها كانت الهدف الرئيس للتعاقد مع المدرب . إلا أن السيد عادل قد يكون قبوله لهذه المهمة مع المنتخب اليمني ومن وجهة نظره بوابة لخلق منجز من خلال التأهل لتصفيات أمم آسيا 2023 .. على أية حال سواء نجح المدرب أم لا ، فلا يلام ، لأن من يلام اتحاد الكرة وقرارته العشوائية المختلة توقيتيا ، ولن نستبق الأحداث مع خالص أمنياتنا لهم بالتوفيق.

 * ورسالة أخيرة أتمنى من إدارة الاتحاد اليمني لكرة القدم بالأمانة العامة أن يعودوا لبلادهم فالحكومة في البلد والمجلس الرئاسي بالبلد والأنشطة قائمة بالبلد ، والرياضيين بالبلد ، إدارة الواي فاي لن تنتج منتخبا ولن تصنع لاعبا ولن تحقق منجزا، وأتمنى أن لا نرى استقالات بالجملة لقيادة اتحاد الكرة الحالية ، حال أصبحت العودة للبلد ضرورة ملحة ، عليهم الحضور وتقديم استقالاتهم من البلد الذي تركوه لسنوات وهو بأمس الحاجة لهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى