حتى لا يكون المجلس (ديمة خلفنا بابها)

> لن تبلغ مأرباً باعتماد المحاصصة نهجاً سقيماً في الحياة السياسية، وعلى مجلس القيادة الرئاسي بفرقائه الثمانية تذكر و (الذكرى تنفع المؤمنين) التقاسم المشين غداة الوحدة اليمنية بين شمال وجنوب، حيث دخل الجنوب أحادياً ممزقاً بعد كارثة 13 يناير 1986م لكنه كان صادماً في مسعاه الوحدوي، بينما كان الشمال يراوغ راوغ الثعلب للانتقام من هزائمه مع الجنوب وانتظار اللحظة الفارقة حين يصبح الجنوب عاريًا من الصفة القانونية الدولية التي تمتع بها منذ الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967م، ولذلك كان الإخوة الأعداء قاب قوسين أو أدنى من صنع كارثة جديدة منه إلى صنع عقد اجتماعي جديد بدولة يمنية حضرية ومدنية تتساوى فيها المواطنة والحقوق والواجبات وترفرف في سمائها حمامات الحرية والديمقراطية وصوت حقوق الإنسان.

كان الجنوب ضحية - رغم مأخذنا على قيادته السياسية التي لم تنظر إلى أبعد من قدميها وكان الشمال بسلطته غاشمًا في وأد الوحدة بعد ثلاث سنوات فقط من قيامها بعدوانه الإجرامي على أرض الجنوب في 7/ 7/ 1994م

الآن، وقد حصحص الحق وارتضى غالبيتنا بنتائج تمخضت عن مؤتمر الحوار في الرياض، وسوف نتجاوز عن الكثير في سبيل إخراج هذه البلاد من نفق الحرب المدمرة وانهيار مؤسسات الدولة وانفلات الأمن.. إلخ.

الحديث هنا عن المناطق المحررة وتحديداً الجنوب، ولكن البدايات الصحيحة تؤدي إلى النتائج المطلوبة، فليس من الحكمة أن نكرر أخطاء الأمس القريب والبعيد فالوطن يئن من هول ماعاناه، ومحاصصة تعتمد ذوي القربى والمناطقية والشللية والحزبية ستكون وبالاً على وبال، فقد رأينا في السنوات السبع العجاف من هذه الحرب ما يشيب من هوله الغراب، وعلى سبيل المثال أصبح لدينا وزراء بدرجة (صديق أو قريب) وسفراء بدرجة (زوجة أو ابن أو ..) لا أريد أن أقول خليلة وأصبح الجواز (الأحمر) عاراً على حاملة في مطارات العالم واصبح لدينا وزراء لهم مقرات وسكرتاريات في ثلاث عواصم على الأقل، وتظل المستحقات المالية بحملات المملكة الشقيقة والإمارات العربية وبالطبع دولار العم سام لا ينقطع عن هذا الجيش الطفيلي حتى بعد تغيير الوزير وإبعاده من منصبه، وغير هذه وتلك أشياء أخرى يندى لها الجبين، تتم في ظل شبح المجاعة المخيم على الوطن، الوطن الذي لا يفهمه كثير من الساسة إلا شعاراً للارتزاق.

فإذا كنا على مدى السبع السنين العجاف قد عانينا كمواطنين من جرائم بحق الوطن والشعب لا تسقط بالتقادم، وأنه مجلس القيادة الرئاسي ليس بإمكانه فتح ملفات السبع العجاف على الأقل الآن، فإنه مطالب بالفعل والقول أن لا يكرر أخطاء السباعية المظلمة وأولى الخطوات البحث عن الكفاءات الوطنية من التكنوقراط وما أكثرهم لإدارة مفاصل الدولة وإعادة تأهيلها والارتقاء إلى مستوى الإحساس بالشعب الذي عانى كثيراً هذه هي المهمة الأولى الأساسية على طريق العودة الصحيحة لبناء الوطن وليس الكروش.

والتحالف يتحمل جزءاً أساسياً في إصلاح الأمور التي شهدناها جميعاً في السنوات السبع الماضية، سوى ذلك لن يكون المجلس الرئاسي الجديد أكثر من: (ديمة خلفنا بابها).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى