على عرف المرق فتوا

> هكذا يقول المثل لدينا بمعنى إذا لم تمتلك اللحم فما عليك إلا أن تفت طعامك على رائحة المرق التي ربما تصلك من جهة جيرانك وهكذا حالنا مع الوديعة السعودية يرتفع الصرف ويهبط وفق التوقعات بشأنها وكل يوم ونحن في حال مثل الميزان الإلكتروني ترجح كفته.

أحيانا نسمة هواء نعيشها على وقع الوديعة التي كانت تتبخر من البنك المركزي تحت سطوة الفساد الماحق، ما جعلنا ضحية لتلك التبعيات الاقتصادية التي لم تستقر على حال وهي وضعية لا شك وخاصة أنها لا ترتبط بمدخلات مادية واقتصاد وطني ومستوى دخل، أي أن القياس هنا ربما شديد الصلة بالوضع السياسي الذي غير مقدورنا، قرأت ملامحه وحالة الحرب بكل ما شكلت من وطأه على ملايين السكان، واقع لا حدود فيه لإثارة الساحقة في معيشة الناس، إذن نحن في حالتنا الراهنة في ردهة الانتظار للوديعة السعودية ربما الإماراتية والصرف يتأرجح بين خفض ورفع بما في ذلك أسعار السلع والمواد الغذائية التي تقيدت بالارتفاع المستمر من ناتج عدم إمكانية تحديد سعر الصرف، أي أن حجم الارتفاعات السعرية هو سيد الموقف حتى الآن وما حالات التذبذب الحالية إلا من وحي الأخبار عن الوديعة، فحتى المشاورات بشأنها تخلق تبدلا في أسعار الصرف، وحين تأتي قد لا يتحسن الحال كثيرا وإن عم الهدوء بعض الوقت فكثيرا ما نفاجأ بسرعة الانقضاض على الوديعة وتلاشي ثقلها على الصعيد الاقتصادي، ثم نعود إلى مربع المعاناة أو ربما في انتظار أخبار البحث عن وديعة أخرى، لأن لا مجال لوضع اقتصادي مستقر في وضعنا الراهن، فهل ما زالت الحلول السياسية بعيدة طول أمد سنوات الحرب؟

يقال مصائب قوم عند قوم فوائد، فهناك من يستمر وأن استمرار الوضع من منظور ما تجنى من أرباح جراء حالة الفساد الراهنة لا يزول إلا إثر الحلول السياسية العادلة التي يكمن في ظلها الاستقرار والنماء وإطلاق قدرات أن نجتمع في العطاء آملين ألا يطول الليل كثيرًا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى