> منى المنجومي
في السياق ذاته، قال الباحث الاقتصادي حسام الشنبري، إن "أسباباً عدة أسهمت مجتمعة في ارتفاع معدلات التضخم حالياً، منها الانفتاح الاقتصادي بعد الإغلاق الكبير بسبب أزمة كورونا، وقابل ذلك الانفتاح ضغوط عالية على الطلب في ظل انخفاض معدلات الإنتاج وانخفاض آخر في سلاسل الإمداد العالمية، واكب ذلك ارتفاع أسعار حاويات الشحن البحري لتصل إلى مستويات قياسية بسبب ارتفاع أسعار النفط والطاقة نتيجة اندلاع الحرب الروسية- الأوكرانية وما ترتب على ذلك من فرض عقوبات على موسكو".
ولفت الشنبري إلى أن "ارتفاع معدلات
التضخم لا يتوقف على الدول النامية ومنطقة الخليج أو الشرق الأوسط، بل شمل
منطقة الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وأميركا التي هي الأخرى تعاني من ذات
الإشكالية".
من جانبه، رأى الباحث الاقتصادي محمد بن فريحان، أن "معدل التضخم في
السعودية للشهر التاسع، في ارتفاع متواصل طردياً، ليس في الرياض وحدها، بل
في كل مؤشرات التضخم في العالم".
واستطرد قائلاً، "لا تزال معدلات التضخم لدينا في الحدود الطبيعية، ولا تدعو للقلق، إذ إن نسبته 2.3 في المئة، في حين أن هناك دولاً ارتفع فيها المعدل بشكل كبير مثل أميركا، حيث وصل التضخم إلى مستويات لم يبلغها منذ 40 سنة، عند 8.7 في المئة". ولفت إلى أن "ارتفاع مؤشر التضخم عند 4 في المئة وأكثر محلياً يُعد أمراً مقلقاً لاقتصاد الدول"، مؤكداً في الوقت ذاته أن الرياض لا تعاني من أزمة اقتصادية سواء على مستويات التضخم أو الدين أو على مستويات الحركة التنموية.
وقال، إن "ارتفاعات أسعار النفط أخيراً في ظل استمرار أزمة روسيا وأوكرانيا ساعدت في زيادة إيراداتها، وهو أمر إيجابي لصالح تقليص عجز الميزانية، ورفع مستوى الإنفاق في البلد، وتحريك العجلة الاقتصادية".
رفع الفائدة
في سياق متصل، أصدرت البنوك المركزية في دول الخليج العربي مطلع الشهر
الحالي، قرارات بزيادة الفائدة، والتي تُعد من بين أدوات السياسات المالية
الحكومية لسحب السيولة من الأسواق وخفض معدلات التضخم محلياً بهدف الحفاظ
على النمو الاقتصادي وعدم تدهوره، وهنا علق الشنيري قائلاً، "بلا شك، فإن
للتضخم آثاراً سلبية كبيرة، لا سيما وأنه يشكل عائقاً للنمو الاقتصادي،
وذلك لسبب رئيس وهو أن ارتفاع الأسعار يؤدي في نهاية الأمر إلى تدهور قيمة
العملة المحلية، وبالتالي القضاء على قيمتها الادخارية، مما يؤدي إلى فقدان
الثقة بها، وهروب المستثمرين إلى قنوات استثمارية أكثر أماناً وحدوث مشاكل
اقتصادية كبيرة".
واستطرد، "لذلك فإن أحد أهم حلول، هي تلك التي تأتي من داخل البنوك المركزية كإحدى أهم أدوات السياسات النقدية، برفع معدلات الفائدة، والتي بدورها تسحب المعروض النقدي داخل الاقتصاد للسيطرة على معدلات التضخم في المستويات المعقولة، بحيث لا يعيق ذلك النمو الاقتصادي".
وأكد في الوقت ذاته أن "النتائج الإيجابية لاتباع هذه السياسات ستكون واضحةً خلال الربع الثالث من العام الحالي وتمتد آثارها إلى السنة المقبلة 2023"، مستدركاً بالقول، إن "المهم ألا يأتي ارتفاع أسعار الفائدة على حساب النمو وتوسع النشاطات الاقتصادية".
اندبندنت عربية