​بواكٍ لا تستحي

>
ما احتفلوا بعيد "الوحلة" في عدن لأنها ميتة في الجنوب وغير موجودة في الشمال، وما بقي منها إلا خطاب مكتبي باهت ورسائل تهانٍ لن تحيي مواتها، أمّا "بواكيهم" في التواصل الاجتماعي فظلت تحتفل خلال الأسبوع الماضي على طريقتها، فلان اجتمع.. فلان شكّل.. فلان أوصى.. فلان أعلن.. فلان وضع خطة لتأمين الاحتفالات، أُعطِيت الأوامر للحزام الأمني بتولي الحماية، وفلان أكد له مصدر رئاسي أن تجهيزات الاحتفال تمت، وحين يئست البواكي من تحقيق أوهامها بالاحتفال صبّت غضبها على فعاليات فك الارتباط تقليلا وتصغيرا وطبعا على قدر الألم يكون الصراخ ورددت النوائح: ليه ما تنفصلون، جبتوهم من باب اليمن للمعاشيق، وآخر يقول سرحتوا لهم، وآخر يردد الانتقالي ما يقبل أحد، وآخر يردد حافظوا على محافظتكم نفس لغة المليشيات لكنها بدون مليشيات، وآخر إنهم هددوه بالقتل، وآخر يمجّد أيام قمع المليشيات.

بعضها بواكي إخوانجية تنوح ملكاّ مضاعاً وتسعى إلى أن يحترق الكل، وبعضها بواكي عفاشية يتوهمون أنها قادمة على "بساط الريح" وبواكي حوثية مازالت تطمع "بالقندلة" في الجنوب وبعضها أمنية مخابراتية وبعضها بالونات منفوخة تهذي يحركونها في كل اتجاه.

كلما انكشف زيف لفقوا غيره، لا يخجلون ظناً منهم أن ‏الناس تنجر للكذب والإشاعة وتصدق الكلام المجهول من المجهول، والحقيقة  أن شعب الجنوب لا ينسى ولن تحرّكه "بواكي" التواصل الاجتماعي لأنه عاش حقبة احتلال واعترافات المحتلين، ثم عاشها حراكا سلميا وسجونا ومطاردات، وعاشها اجتياحا طائفيا لتثبيت احتلال طائفي ومازال، وعاشها مقاومة له وشهداء وجرحى، عاشها في زرع بذور الفتن وإثارة الصراعات القبلية وترك الثارات تلتهم القبائل ليتسنى لهم نهب خيراتها، لن يحجب ذلك زيف وإشاعات ولا تلفيقات ولو استاجروا نوائح جنوبية تمجد "الوحلة"، فهي نوائح لن تفيدهم ولن ينخدع الجنوب بها مهما روّجت لوجوه أم احترقت أو من قاع الاحتلال وبطشه وقتله وقمعه وزنازينه.

ذاق الجنوب الوحدة احتلالا وقتلا واجتياحا ويتما وثكلا ودمارا وتدميرا ومازال يذوقها إرهابا وتفجيرا وخيانة ونزوحا تتخفى في ثناياه أجندات إرهابية وسياسية وحزبية ومخابراتية.
تنوح "البواكي" بأن الوحدة حدث عظيم لا يسلم من السلبيات مع أن رجل الاحتلال الثاني في دولة صنعاء اعترف بأنهم أداروا الجنوب بالاستعمار، فماذا بعد الإدارة بالاستعمار من وحدة؟ وهل الإدرة بالاستعمار من السلبيات؟، لكن "من يهن يسهل الهوان عليه".

بواكي لا تستحي وصنعاء انقلبت على حوارهم وسجنت الرئيس الجنوبي وهو أكثر ولاء لهم، وانقلبت على الحد الأدنى من حقوقهم السياسية والحقوقية، أما الثروات فسيادية والأحزاب سيادية والوكالات التجارية سيادية، وشؤون الثروات سيادية والموانئ سيادية والبنوك سيادية إلخ، ومفهوم السيادية يعني سيادية لهم ونخبهم وتجارهم وأحزابهم وفسادهم وعصبويتهم وطائفيتهم أو تكون "شاقي لهم"، وإذا ما كانت حقوقًا للجنوب فهي ما يتكرمون به فقط من ثروة الجنوب يوزعونها للإفساد وشراء الذمم واستئجار "البواكي" التي تردد أن الوحدة قدر ومصير.

الجنوب ‏حارب الحوثيين وهم أقوى طرف شمالي مسلح ومازالوا يحاربونهم بشراسة والشمال تسلّم له على طبق من ذهب، والنوائح تنوح من أجل وحدة ميتة يخجل شرفاء اليمن أن يذكروها، والجنوبيون أفشلوا مشروع إخوان اليمن الذي لا يقل خطرا على الجنوب من الحوثية ويحاربون الإرهاب ويتعرضون صباح مساء لعملياته وللتفجيرات الإرهابية والمخابراتية وهم صامدون وسيهزمون مشروع الضم والإلحاق مهما استأجر من بواكي ونوائح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى