من منا لم يقرأ ما قاله الإرياني سرا لخصوصيته مع الأزلام، بلعنا الجنوب وسنبدأ الهضم، وهم من بعد حرب الغزاة في 1994م إلي يومنا لا يزالون يهضموننا ولأن لحمنا عسر على أسنانهم ومعداتهم، لم يتمكنوا من ذلك بفضل الله و ببساطة لأن الله أعلم من الصادق منا، قالوا عن قياداتنا عموما كفرة ملحدين شيوعيين وأفتوا بجواز قتل أطفالنا وحرائرنا الأمنين في دورهم ومساكنهم ولم يمكنهم ربي، وكالبوا علينا مشايخ العرب والعجم ولم يتمكنوا من ذلك، وأثبت الواقع أن إيمان ملحدينا بالواحد الأحد -كما قالوا- أشد وأقوى من إيمان أعتى مشايخهم وأصلب.

سمعنا ما يدور في الساحة الآن وقرأنا ما يكتب عن قرارات اتخذت بمكر ودس في ليلة ظلماء والنهار أبلج وقد رأينا النائب الزبيدي في مكتبه في التواهي يمارس مهامه واستغربنا، ومكتبه في معاشيق.. وما هي إلا أيام وانجلى الأمر، وهنا أقول وأكرر وأنا لا أدري ما وراء الدافع لذلك وأقول وأنبه لأشياء والسيد عيدروس يعلم من أنا وهي كالتالي:

البيض حينما عاد لعدن عاد لوطنه وأنت كل الجنوب وطنك وهذه رؤى من فوضوك حضورا ومن في البيوت أكثر، ويجب عليك أن تمارس مهامك التنفيذية والسياسية والعسكرية والاجتماعية من مكتبك في معاشق وفي كل وقت وظرف.

زرت صفحات من يؤيدوك من بعض أحزاب الشمال وبعض قيادتهم وبعض الأفراد في وسائل التواصل الاجتماعي فرأيتهم فجأة لزموا الصمت وكأن على رأسهم قضى حاجته الطير، هنا تذكرت أن جدهم فعلا تُبع واحد.

أتوقع منكم أن تهيكلوا الجهات الأمنية بنظم الأمن والجيش المتعارف عليها وأنت خريج كلية عسكرية ولواء وقائد حتى لا نتوه بينهم ومع من نتكلم ونتحدث وأن تكون أفرادهم من طوائف الجنوب وأطيافها.

تعلم القائد عيدروس أن الجنوبيين متعددي الأصول والاتجاهات بالغالب وأمامكم أنتم الجنوبيون أصلهم واحد وعلى ضوء ذلك معاملتهم يجب أن تكون واحدة ويكفي تفرقة وشتاتًا.

قل لمن حولك، إن من يناصبنا العداوة والبغضاء والحقد ليس الشعب الشمالي الشقيق الغلبان، لكن ناهبو الثروات والأرض الجنوبية، فلا داعي لذر الحقد والبغض بين أوساط الشعبين الشقيقين.

وفي النفس كلام كثير، لكن أكتفي بذلك وأقول طال علينا الزمان وأوشك العمر أن ينقضي ويفل ونحن نود أن نرتاح ونرغب، وقلنا كثيرا ولم نزل للجنوبيين الحق في إعادة دولتهم وفك الارتباط وللحضارم كل الحق فيما يرومون إليه قاطبة، وعدن يحق لها ما يحق لهم لتكون كما كانت دولة النظام والقانون لكل الأعراق والأجناس وكفاية هضما وضيما وقضما.