​هذيان الدمج

>
طالما الحسم العسكري "صفر" فما جدوى الدمج قبل ترتيبات الحل النهائي؟ بل؛ ما جدوى أن يرددوا ويشغلوا الناس بأن تترقب قرارات دمج وهيكلة الجيش والأجهزة الأمنية في مظلة وزارة الدفاع والداخلية؟

يرددون ذلك بالسيطرة على حواس الناس بتغريدات وحوائط فيسبوك وصفحات التواصل ...إلخ كله هذيان يشترك في ترديده مغفلون وذو نزعات منفلتة يحبون أن يكونوا "شيئًا مذكورًا"،  يختلط ويتوازى هذيانهم مع أجندات حزبية ومخابراتية ومراكز قوى تسعى لاستثمار مخرجات الرياض لأجندتها! كل ذلك لحرف الرأي العام وتحبيطه في الجنوب، وتخدير الرأي العام وإعادة تشكيله في الشمال، ولا يهمهم أن يصبح ما يروجونه كاذبًا، المهم لديهم السيطرة الوقتية على مشاعر الجماعات التي يستهدفونها ويخدرونها أو يحبطونها.

حتى لو تشكلت لجنة للدمج فليست سوى ديكور، فالاندماج لم يحصل بين الشعبين الشمالي والجنوبي منذ عام 1990م، فأشد الناس هذيانًا وحدويًا في الجنوب حين يخلو لنفسه لا يجد الاندماج الذي يهذي به.

 "هرفتة" الدمج قيلت مع اتفاق الرياض1، ووردت فيه الهيكلة والدمج بالنص وتم ترحيله مع لقاء الرياض2، وسوف يتم ترحيله إلى الرياض3 و4...إلخ حتى الوصول إلى المرحلة الجدية التي تناقش وضع الوحدة/ الاستقلال دون ذلك مجرد "هرفتات" والتزامات لن تتحقق.

هناك بنود تُصاغ في اتفاقات الأوضاع المضطربة مجرد ديكورات ترضية، يعلم الأطراف ورعاة الأطراف استحالة تنفيذها، فيوردونها برآءة للذمة ثم يروجها طرف ما "لحاجة في نفس يعقوب"
السياق الطبيعي للدمج أنه استراتيجية وليس بند عشوائي ولن يكون إلا بعد كسر الحوثي سلمًا أو حربًا، حينها سيشمل الدمج قواته وقوات غيره، وهزيمة الحوثي باستراتيجية المجلس الرئاسي الحالية مستحيلة يعلم استحالتها التحالف راعي الاتفاق ويعلم ذلك المجلس نفسه، فإن يربض اثنا عشر لواء شماليًا تعتلف في حضرموت والمهرة ويأتيك "هلفوت" يطالب القوات الجنوبية أن تسلم رقابها "للمقصلة" فهذا هذيان، ولا معنى للدمج، والحالة هذه، إلا أنه إعادة احتلال للجنوب بسلاح ودماء جنوبية.

إن كان الدمج مفروضًا في هذه المرحلة فالأفضل أن "يعطوا لأسلحتهم شروعها" بالقتال ضد كائن من كان، لأن الدمج في هذه المرحلة يعني وضع قائد جنوبي في الواجهة، كالعادة القديمة، ووضع القوات تحت مقصلة التشتيت والذوبان؛ بل؛ سيقال لهم ما قيل في حروب صعدة: "قاتلوا الحوثة فنحن نتأثم من قتالهم"، فالشماليون يعتقدون أن قتال السيد إثم من آثام الدين، وعمليًا سيصبح الجندي الجنوبي بين رصاص الحوثي من الأمام ورصاص المتأثمين من الخلف، وفي أفضل الأحوال سيقولون له: "خليك في البيت" وهي أساليب يعلمها الجنوبيون.

 فليترك الجميع أسطوانة الدولة والحرص عليها "فحمار الدولة دفنه الجميع سواء " فالمتواجد على الأرض قوات أمر واقع لها مشاريعها ومسمياتها سواء كان اسمها مليشيات أو قوات دولة لن يفرق المسمى، والدمج هو عمليًا محاولة دمج أعداء، والأعداء لا يندمجون؛ بل كل منهم يحالف عدوه والأصابع على الزناد.

 لو صدقت نوايا الشماليين الذين يدّعون محاربة الحوثي فالأجدر إخراج الألوية الشمالية من حضرموت والمهرة وهي أكثر من 12 لواء ووضعها في سياق معركتها الحقيقية، أما أسطوانة الدمج والبركاني يقول إن خروجها  انفصال فماذا يعني الدمج إلا الإجهاز على القوات الجنوبية وتقديم الجنوب عربون وفاء للحوثي الذي يتأثمون من قتاله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى