قف عند حدك

> حينما تكون الحقيقة متصلة بالشأن الوطني الجمعي، فإنه ينبغي للوصول إلى الحقيقة، دراسة كل السبل التي تؤدي إليها، ولتحديد السبل إلى الحقيقة ينبغي توفر العقول السليمة من أهل الضمائر الحية وممن ولائهم هو للوطن وناسه يمثل أمرًا مقدسًا، لا ينبغي الحياد عنه تحت أي ظرف، مثل هؤلاء من الرجال والنساء مناط بهم انتقاء وفحص كل السبل فحصًا علمياً ومنطقياً وسياسياً، بما يضمن تأمين اختيار الطريق الصحيح الذي بدوره يضمن للشعب الوصول إلى هدفه (وهي هنا ما نعنيه بالحقيقة) والمتمثل في استعادة الوطن الجنوبي ممن اغتصبه بكل خيراته، وحتما فلكل هدف عظيم أثمان غالية يجب دفعها مهما كانت التضحيات، لأن قانون استعادة الحق ينص على انتزاع الحقوق من مغتصبيها أيا كانت مسمياتهم حتى وإن كان هؤلاء جزءًا من أبناء الوطن المغتصب، فالعدو على مدى سنوات طويلة حاول أن يفرّخ كيانات وتنظيمات مهمتها تشتيت الجهود الوطنية الجنوبية، وحاول منع التئام الجهود الوطنية وتوحيد صوتها، وإظهار قيادة وطنية تعبر عن واحدية الهدف الجنوبي بالنسبة للكيانات الجنوبية أيا كانت اتجاهاتها الفكرية والسياسية.

من نافلة القول إن هؤلاء الأعداء من الداخل والخارج قد قاموا باختراقات عميقة في الجسد الجنوبي ومكوناته وقاموا بنخره وإضعافه وتوريطه في سياسات عقيمة أخرجته عن الأسس والمبادئ والأدبيات التي أيدها الناس بأغلبيتهم الساحقة، وبذلك الخروج عن النص ضعفت تدريجيا (وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها) العُرى الرابطة بين (القيادة) والشعب بدرجة محسوسة في الشارع الجنوبي، وبذلك فقد المجلس أهم قوى الدفع عند الاستلام المسيّرة لحركته، ولا ينكر ما نقوله هنا إلا جاهل أو مدسوس، غُرِس في هذه الأرض المرتوية من دماء أشجع الرجال وأنبلهم سواء من الشهداء أو الجرحى الذين ضحوا على طول وعرض أرض الجنوب الحر، ليُتلف ما حوله من نبات طيب.

نعم الحديث هنا معني به المجلس الانتقالي الجنوبي الذي وُلد في ظروفٍ معقدة بل بالغة التعقيد، كضرورة حتمية أوصلتنا إلى أمرين:

الأول: التغاضي عن أي هفوات جرت فيما يتعلق باختيار الأشخاص في قيادة المجلس أو جمعيته العمومية نتيجة لضيق الوقت وأسباب أخرى، وهذا أمر سحب نفسه لاحقًا على أكثر من مستوى من المستويات القيادية والبنيوية الهيكلية للمجلس وهو ما انعكس بقوة على طبيعة أداء المجلس سياسيا وتنظيميا وجماهيريا.

ثانيا: إن التكالب المشبوه من قبل القوى المعادية بكل أنواعها الداخلية والاستخباراتية الخارجية الذي حصل للانتفاضة الجماهيرية المتمثلة في المليونيات، والاعتصام الجماهيري لأكثر من ستة أشهر في ساحة الحرية بخور مكسر وبقية الساحات في المحافظات الجنوبية الأخرى، قد بدأ يظهر في الحوارات البينية التي كانت تحدث بين مكونات الحراك، وبدأت تؤثر على وحدة الصوت الجنوبي الداعي إلى الاستقلال، فكان لا بد من الإسراع في تشكيل المجلس وإعداد وثائقه مع ضرورة البناء والتصويب والتصحيح بمرور الوقت في كل اتجاهات عمل المجلس، هكذا كان المنطق يقول وذلك كان المأمّل على الأقل من قبل غالبية الشعب الجنوبي.

اليوم بعد نحو خمس سنوات يمكننا بشفافية السؤال عن القيادة الانتقالية هل أدت الطريق الآمنة التي راهنتم عليها، (وأجزم بأنكم ليس من رسم مساره) إلى تحقيقكم الهدف (المؤطر في الرياض 2) والمثبت في البرنامج الذي ينبغي أن يكون دستوركم؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى