حادثتان جنوبيتان شتان ما بينهما

> عرف الجنوب وشعب الجنوب من المهرة وسقطرى إلى باب المندب بالتسامح والمدنية وحسن الخلق، وتميزت حضرموت وعدن بالتسامح ودماثة الأخلاق، ورغم أنها سمة الجنوبيين عامة إلا أن هناك خصوصيات تنفرد بها منطقة عن سواها، وفي الأغلب فالجنوب كافة متحضر ويقدم القدوة الحسنة على ما سواها.

للأسف لم نتوقع من أهلنا الحضارم في الوادي والقطن بالذات ومن رجال الأمن على وجه الخصوص هذه الحادثة الشنيعة وهي الاعتداء على د. سعيد صالح أبو بكرالذروي بالضرب في موقع عمله (مستوصفه التشخيصي) ومن ثم سجنه وتعذيبه وهو الطبيب والمريض بالسكري حتى الموت في السجن بمديرية القطن ولم نسمع من أهل القطن ردة فعل حسنة ولا من الأمن بالمحافظة ولا من أهل حضرموت كافة، أما مجلس الوزراء والداخلية فربما كان الصخر قد اضطرب وتفتت من هول الجريمة النكراء لو سمع بها أما هم فلا حياة لمن تنادي.

مهما تكن الأسباب فإن ما جرى عيب أسود من جهة الأعراف والحرابة من جهة الدين وإساءة تصرف من جهة العمل وصلت لحد القتل المتعمد خارج إطار القضاء والقانون.

هل تغيرت الحضارة المدنية الحضرمية التي نشرت الدين الإسلامي السمح في أوساط مليار مسلم دون قطرة دم واحدة وبالحكمة والقدوة والموعظة؟ أم أنها عثرة سيتم تصويبها ونأمل ذلك؟ أما الحادثة الأخرى فهي في جبل حرير وفي حادثة صلح وعفو الكرام من أهل الضالع في حادثة غير متعمدة تم فيها التسنيد من المراقشة من أبين إلى قبيلة وأهل الضحية، فكان العفو من شيم الكرام، وتلك حادثة جسدت روح الدين وجوهره (فمن عفا وأصلح فأجره على الله سورة الشورى)، فاختارت الضالع الإحسان والأجر من الله على ذلك.

ولا ننسى شكر كل من ساهم في التقريب وهم من المشايخ وأعضاء جمعية وطنية ومنتديات التصالح والتسامح فلهم منا ولأهل الضالع بجبل حرير كل الشكر والامتنان.

نعود لأهلنا في حضرموت الخير والذكر الحسن لنتساءل: ما الذي جرى لكم يا أهلنا وقدوتنا في الجنوب والجزيرة العربية؟

هل من عودة حميدة وردع ذاتي من قبلكم وفعل ما يلزم ديناً وعرفاً قبليا وقانوناً، أم أن الأوان فات؟ هل فلت عقال بعض فتيتكم ولم يجدوا من يردعهم قبل الجريمة ولم يبادروا إلى تصويب الأمور كما جرت عوائد القبائل أو ما شرعه الدين أو ما سنه القانون بعد وقوعها؟

عتابنا لكم إخواننا في حضرموت يؤلمنا مثل ما يؤلمنا مصابنا في د. سعيد، لكن العتاب واللوم والتقريع لا بد منهم وهم ناتجون عن حب وتقدير، فالسكوت منكم يتساوى مع الفعل الإجرامي، وعدم لومكم ولا تنبيهكم أيضاً يضعنا في خانة المتواطئين رغماً عنا.

فلا هذا نريد ولا ذاك وإنما قول الحق مبتغانا ونهجنا وسنظل على ذلك ما حيينا.

جريمة السجن والتعذيب والقتل من أمن يفترض فيه حماية الجميع هي منزلق خطير سلكته إدارة الأمن بالقطن وتجاهلت المحافظة والوزارة والقبيلة اتخاذ ما يلزم، وفي هذا نكوص عن القيم النبيلة لا نرضاه لأحد من أبناء الجنوب في جميع مناطقه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى