​سوء الظن بلاء فاحذروه

>
يعيش الإنسان حياة بسيطة بحسب الإمكانيات المتاحة له في العيش، فالإنسان الذكي المتفاهم يستطيع أن يسخر كل قدراته ليخلق السعادة الأسرية رغم كل تلك المعاناة والنكد، فإحدى المنغصات النفسية والاجتماعية هي سوء الظن بمن يعيش حولك ويخلق حالة من القلق والتوتر النفسي والوجداني ويتحول إلى مرض جسدي، فعلى سبيل المثال نأخذ القصة القصيرة التالية:

يقول أحدهم: فقدت فأسي فاشتبهت بأن الجار قد سرقه مني، فبدأت أراقبه باهتمام شديد، كانت مشيته مشية سارق فأسي، وكلامه كلام سارق فأسي، وحركاته توحي بأنه سارق فأسي.

أمضيت تلك الليلة حزيناً ولم أعرف كيف أنام وأنا أفكر بالطريقة التي سأواجهه بها؟

وفي الصباح الباكر عثرتُ على فأسي، لقد كان ولدي الصغير قد وضعه في كومة قش.

نظرتُ إلى الجار في اليوم التالي فلم أجد فيه شيئاً يشبه سارق فأسي ولا مشيته ولا كلامه ولا إشاراته.

وجدته كالأبرياء تماماً، فأدركتُ أني أنا من كان اللص.

لقد سرقتُ من جاري أمانته وذمته وسرقتُ من عمري ليلة كاملة أمضيتها ساهراً أفكر كيف أواجه بالتهمة رجلاً بريئاً منها.

وقس على ذلك في كل مجالات الحياة المعيشية وخاصة في الحياة الزوجية والمجالات: التجاري والسياسي والعسكري والأمني وغيرها فيها خراب ودمار منازل وقصور وتقلب النعمة إلى نقمة.

احذروا سوء الظن فإنه يقتل صاحبه هماً وغماً قبل أن يقتل علاقتنا بالآخرين، والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى