​هل يحتاج اليمن شمالا وجنوبا مانديلا آخر

>
كنا ومازلنا وسنظل ضد الظلم أيًا كان شكله، ورغم محاولاتنا بالنصح أولا للظالم أيًا كان موقعه ثم انتقاده لإصلاح منهجه، فإننا سعينا للمساهمة في تقديم أفكار ومبادرات تخدم القضية ولا تقصي أحدًا بما فيهم الظالمون بمختلف المراحل لإيماننا بأهمية النظر لمستقبل الأجيال القادمة كأولوية وعدم التأثر بالماضي إلا بالعبر حتى لا نكررها.

اليوم أنصار الله شمالا والانتقالي جنوبا إلى جانب الشرعية بكل مكوناتها لكل منهم داعمه الإقليمي المباشر ولكل قوته للسلاح والمال والدعم اللوجستي من حليفه، وهذا لن يدوم للأبد كما علمتنا تجارب الحياة (لو دامت لغيرك ما وصلت إليك) كلها سنوات تكون المحصلة دمارًا للوطن وقتل وإذلال المواطنين وهدم مستقبل الأجيال القادمة مقابل مبالغ مالية غير شرعية تضعهم في قائمة المفسدين وسلطة مؤقتة زائفة تنزع بضريبة قاسية على أصحابها.

وبالمقابل هناك مكونات شمالا وجنوبا مشتتة وفقا للواقع غير قادرة على فعل شيء ولا غيرت من استمرار دورانها حول نفسها ومنتظرة حدوث معجزة من السماء.
ولإيماننا بحق الدول للدفاع عن مصالح شعوبها وهو نفس الإيمان  الذي يحق لنا الدفاع عنه، فهذا يحتاج فكرا جديدا وآلية مختلفة توازن بين تلك المصالح خدمةً للجميع.

هل يستطيع الحوثي (سلطة الأمر الواقع شمالا) أن يستوعب ذلك إنقاذًا لجماعته أولا وحفاظًا على ما تبقى، وحرصا على التعايش مع الجميع لمستقبل الأجيال القادمة قبل أن يتم اجتثاثه كما حدث لغيره.

هل يستطيع المجلس الانتقالي (المكون الحامل القضية الجنوبية) أن يستوعب ذلك أيضًا إصلاحات لهيكلته أولا وحفاظًا على ما حققه، وحرصًا على توسعته ليكون ممثلًا للمحافظات الجنوبية الست من أجل مستقبل أجياله قبل أن يتشكل رديف جنوبي من خارجه بتحالف قوى شمالية مدعومة من دول إقليمية ودولية كما حدث في دول أخرى، أما الشرعية بمكوناتها المتعددة هل تستطع أن تصحح أخطاءها ومحاسبة متسببيها أولا لاستعادة الثقة بها وتقدم نموذجًا واحدًا في أي محافظة والأهم ألا تستمر بالشعارات غير الواقعية وتعترف علنيًا بالحقائق وتسعى لإنجازها، ما لم فالكارثة عليها قريبًا كما حدث لسابقتها.

هذه المناشدات تكررت دون جدوى والأسباب عديده أهمها فشل قياداتها لإقناع حلفائهم لأهمية استيعاب ذلك المصلحة المشتركة إضافة إلى المصالح المالية التي حصلوا عليها بطرق معروفة للجميع وسعيهم للمزيد، ولهذا لن يتغير الحال بل سيزداد سوءًا ما لم تحدث معجزة سماوية أو أن يولد مانديلا آخر مدعومًا بكل الشرفاء للخروج من العبودية أيًا كان شكلها لمستقبل حر يسهم الجميع ببنائه.
نائب وزير الخارجية السابق*

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى