عمود الأسبوع, لماذا خسر المنتخب .. وهل هي نقطة التحول؟!

> كتب : بدر بالعبيد

>
* إذا عجزت أي منظومة عن القيام بواجباتها، فالخلل يكمن في أحد أمرين، نظامها وطريقة عملها، أو قيادتها، أو قد يكون فيهما معا، ولذلك فإن التصحيح يستوجب تدخل السلطة الأعلى بالوقوف على مكمن الخلل، أما بمراجعة السياسات التنظيمية، أو بتغيير القيادات، أو بمراجعتهما معا، ودون ذلك سيستمر الخلل وسيستشري المرض ليصل لكافة أعضاء الجسد ويتمكن منه، والأمراض المزمنة علاجها صعب ونسبة الشفاء منها أصعب .. وهكذا هو حال المنظومة الرياضية اليمنية.

 * خرج المنتخب اليمني من تصفيات أمم آسيا 2023 خالي الوفاض، متذيل المجموعة الأضعف ضمن المجموعات الست مع كل الاحترام والتقدير لجميع المنتخبات الوطنية فيها إلا أنني أتحدث فنيا ، خرج بنقطة كما جرت العادة ، وقد كان أمام فرصة تاريخية لن تتكرر .. أما أسباب الخروج بالمختصر المفيد سأضعها لك عزيزي القارئ في عدد من النقاط أبرزها : (1) عدم الاستقرار الفني على الجهاز الذي كلف بالاختيار من البداية وعمل على التوليفة المناسبة (2) عدم التنسيق وخوض مباريات ودية  (3) التوقيع مع مدرب قبل الاستحقاق بمدة قصيرة مما أدى إلى دربكة في عملية الاختيارات والتوظيف وتغيير المراكز وحتى الرسم (4) استدعاء لاعبين مهاجرين في فترة استعداد حرجة انعكس على نفسيات اللاعبين (5) الزج بلاعبين لأول مرة يشاركون باستحقاق دولي على حساب آخرين دوليين وجاهزين وضعوهم على الدكة (6) تجاهل لاعبين جيدين قدموا أنفسهم بشكل رائع خلال الدوري اليمني وعلى رأسهم هدافه (7) وصول البعثة قبل أول مباراة رسمية بساعات دون مراعاة فوارق التوقيت وما يترتب عليها من تأثيرات في الجهوزية الذهنية والبدنية للاعبين.

 * لا ننكر أن هناك جهوداً تبذل من قبل القائمين على الاتحاد اليمني من رئيسه وحتى أصغر موظف فيه، إلا أنها لا تتناسب مع المتطلبات المرحلية، فهناك أمور بسيطة مثل التنسيق والمتابعة، ووضع جداول زمنية تتزامن مع الروزنامات ، ووضع خطط بسيطة جدا توضع من بدري ويوضع لها تزمين محدد نظرا لما يترتب عليها لاحقا من دعم إداري ولوجستي للمنتخبات وحتى تبتعد عن المفاجآت ووضع الاتحاد ومنسوبيه في مواقف حرجة أو يتكبد إثر ذلك الكثير من الجهود دون جدوى والضحية منتخب بلد.

 * كما يجب تفعيل اتفاقيات التعاون المشترك بين الاتحاد وكل الجهات الخارجية للاستفادة القصوى من كل بند وفقرة تم الاتفاق عليها مع تلك الاتحادات أو المنظمات الرياضية .. كنت في تواصل مع رئيس الاتحاد السعودي قبل فترة، وسألته عن مدى استعدادهم لدعم الاتحاد اليمني فرد قائلا : بيننا وبين الأشقاء في الاتحاد اليمني اتفاقية تعاون مشترك ، ومستعدين نقدم كل ما يحتاجونه أشقاءنا ، فنحن وهم واحد ، ونجاهم يسعدنا ويبهجنا ، وكما ترى المنتخبات اليمنية تعسكر في السعودية ، ويتم تقديم الدعم لها بكل تفاصيله ، ولن نتحدث عن أي شيء آخر نقدمه للأشقاء ، يكفي انهم يعلمون وقوفنا لجانبهم ودعمنا لهم جيدا.

 * الخاتمة : أقول للشارع الرياضي اليمني الوفيّ يجب نسيان أمم آسيا 2023 ونسيان خماسية فلسطين، وثنائية منغوليا، فلا تدري قد تكون هذه نقطة التحول للكرة اليمنية، حال تم الأخذ بما ذكرنا آنفا في الاعتبار وهي أشياء بسيطة جدا جدا على المستوى الإداري، وقد يكون للمدرب عمروش رؤية فنية يحتاج الوقت من خلالها ليبني منتخباً جديداً بهوية مختلفة ترتكزعلى اللاعب الأجهز، الذي يستحق أن يكون ضمن التشكيلة دون النظر لإسمه أو لإسم منطقته ، أو حتى لإسم ناديه، بالتأكيد سيتابع السيد عمروش مستويات اللاعبين ويعمل على تسجيل اللاعبين المهاجرين ويتم التنسيق معهم بالحضور قبل الاستحقاقات بفترات كافية لعملية التجانس والجهوزية ، وهذا ما يتمناه كل محب للرياضة وعاشق للساحرة في زمن أضحت الكرة علماً وصناعة ومتعة وسياسة واقتصاد وحالات انتشاء وطني .. والحقيقة سعدت برؤية رئيس المجلس الرئاسي ونوابه وهم يزورون البيت المونديالي بقطر ضمن زيارتهم لها ، بهجتنا ليس لمجرد الزيارة فهي ضمن البرنامج البروتوكولي ، ولكن لأبعادها ، وبالتأكيد ستجعل لاهتمامات القيادة العليا بالشباب والرياضة حيزاً أكبر، وستدعم القيادة الرياضية بلا شك.

 * خالص الأمنيات وصادق الدعوات بالتوفيق للجميع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى