> "الأيام" غرفة الأخبار:
نفى زعيم حركة «أنصار الله» اليمنية، عبد الملك الحوثي، الخميس، صحة حديث ترامب، الثلاثاء، عما اعتبره استسلام الحوثيين، وقال: «إزاء الفشل، وصل الأمريكي إلى خيار أن يوقف هذا الإسناد، إسناد إسرائيل، حسبما أعلن عنه الأمريكي، وأبلغ به أشقاءنا في سلطنة عُمان».
في الأثناء، جدد رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، مهدي المشاط، الخميس، توعد إسرائيل برد مزلزل «وسيكون قريبًا».
وعودًا على بدء، أوضح عبد الملك الحوثي، في خطاب متلفز بثته قناة المسيرة الفضائية التابعة للحركة، أن الموقف اليمني لم يكن كما قال ترامب بناء على ترج واستسلام من اليمن، قائلًا: «هذا أبعد من عين الشمس، وهذا هو المستحيل بذاته»، مضيفًا: «في كل مراحل الصراع لم يخطر ببالنا وليس واردًا على الإطلاق أن نتخاطب مع عدو مجرم بأي لغة استسلام أو ترجٍ أو عبارة ضعف».
وأكدَّ أن «الإعلان الأمريكي ليس نتيجة لترجٍ ولا استسلام، وهذا هو من التهريج الذي يُعرف به ترامب»، حد قوله، مضيفًا:» موقفنا لم ينقص ولم يتراجع ولم يضعف وبكل ما هو عليه من قوة وتكامل».
وأردف عبد الملك الحوثي: «لو لم يكن موقف شعبنا العزيز موقف يمن الإيمان مؤثرًا لما استنفر الأمريكي بكل قدراته وإمكاناته وحاملات طائراته وقاذفات قنابله»، مضيفًا: «لو كان موقف شعبنا مجرد مسرحيات لما تحرك الأمريكي واستنفر بقدراته بأقصى قدراته، بقاذفات القنابل وحاملات الطائرات وغيره».
وقال زعيم الحركة، التي تسيطر على معظم شمال ووسط وغرب اليمن: «بلدنا استأنف موقفه المتكامل، عسكريًا ورسميًا وشعبيًا، لإسناد الشعب الفلسطيني منذ استئناف الإبادة الجماعية»، مبينًا أن «عملياتنا المساندة منذ 15 رمضان إلى 9 ذي القعدة بلغت أكثر من 131 نُفذت بـ 253 صاروخًا باليستيًا ومجنحًا وفرط صوتي وطائرة مسيّرة».
وأشار إلى أن «هذا العدد الكبير من العمليات المساندة تم تنفيذه بالرغم من العدوان الأمريكي المكثف على بلدنا»، مضيفًا: «نفذنا هذا الأسبوع عدة عمليات بـ 10 صواريخ وطائرات مسيّرة إلى يافا وعسقلان والنقب وأم الرشراش وحيفا المحتلة».
وأضاف: «الأمريكي نفذ هذا الأسبوع عمليات عدوانية ضد بلدنا بقرابة 200 غارة وقصف بحري»، «معظم العمليات العدوانية الأمريكية على بلدنا استهدفت الأعيان المدنية».
وقال زعيم حركة «أنصار الله»: «كان هناك تصعيد واضح في الجولة الثانية من العدوان الأمريكي لإسناد العدو الإسرائيلي، ولكنه فشل فشلًا ذريعًا». مضيفًا أن «تصعيد العدوان الأمريكي لم يؤثر على القدرات العسكرية ولم يوقف العمليات، ولم يؤثر على الإرادة الشعبية في كل أسبوع».
وتابع: «الأمريكي عاد بجولة عدوانية على بلدنا، وكان مؤملًا أنه سيحسم وسيحقق ما لم يحققه خلال المرحلة الماضية، ولكنه فشل».
وأشار إلى أن «الأمريكي دمر من الأعيان المدنية الكثير، وهناك شهداء بالمئات وجرحى من أبناء شعبنا العزيز، لكن الأمريكي لم يتمكن إطلاقًا من إيقاف العمليات، ولا من تدمير القدرات، ولا من كسر الإرادة لشعبنا»، قائلًا: «عندما يتورط الأمريكي في أي جولة عدوانية ثالثة نحن جاهزون تمامًا للتصدي له».
ولفت عبد الملك الحوثي إلى أن «مسار المساندة للشعب الفلسطيني بشكل مباشر في الموقف البحري وحظر الملاحة على السفن الإسرائيلية حقق نجاحًا كاملًا وتامًا»، و»مسار العمليات إلى عمق فلسطين المحتلة ضد العدو الإسرائيلي بالطائرات المسيّرة والصواريخ استمر بزخم متزايد».
وبيّن أن «هناك فارقًا إيجابيًا في زيادة العمليات المساندة وفي نفس الوقت التصدي للعدوان الأمريكي»، موضحًا: «استهدفنا بشكل مكثف حاملات الطائرات، وفضيحة سقوط طائرات (إف 18) كشفت تأثير هذه العمليات».
وقال الحوثي إن «أولويتنا الواضحة المعلنة هي الإسناد للشعب الفلسطيني ضد العدو الإسرائيلي»، موضحًا أنهم عادوا « إلى عمليات الإسناد بعد حديث ترامب عن تهجير الفلسطينيين والدعم الكبير للإبادة الجماعية في قطاع غزة».
وأشار إلى أنه «مع فشل الأمريكي في الإسناد للعدو الإسرائيلي اضطر العدو للدخول مباشرة في العدوان على بلدنا»، موضحًا أن «كل ما استهدفه العدو الإسرائيلي هي أعيان مدنية واضحة ومعروفة، وهي شاهد على الفشل الأمريكي والإسرائيلي في مواجهة القدرات العسكرية لليمن».
وقال إن «العدو فشل في استهداف قدراتنا فاتجه إلى استهداف الأعيان المدنية بهدف إلحاق الضرر بشعبنا للضغط عليه». واعتبر عبد الملك الحوثي أن «العدوان على مصالح شعبنا يشهد أن العدو الإسرائيلي والأمريكي هم أعداء لشعبنا بشكل عام، وهو لا يستهدف فئة دون أخرى».
وجاء ذلك، وفق وكالة الأنباء سبأ بنسختها التابعة للحركة، خلال اجتماع المجلس، الخميس.
واعتبر المشاط ما حدث في عُمان «انتصارًا مؤزرًا بعون الله وبفضله وبحكمة القيادة في إدارة المعركة ضد العمليات العسكرية الأمريكية المساندة لإسرائيل إلى أن أعلن الأمريكي عن تراجعه بعد الفشل الكبير الذي مُني به». وأكد «أن الجهوزية العسكرية وعلى كل المستويات عالية، والرد على العدوان الإسرائيلي سيكون مزلزلًا وبزخم كبير وسيكون قريبًا بإذن الله تعالى».