أكتوبر.. البعض للبعض

> لست أدري وربما أدري كيف يتم نسج العلاقات بين البعض للبعض الآخر في مؤسسة 14 أكتوبر وصحفييها.

لقد عانينا في هذه المؤسسة والصحيفة من أساليب البعض للبعض شتى الأساليب والطرق الملتوية بين زملاء العمل من العاملين والصحفيين.

لقد درج البعض منهم إلى دس السم بالعسل للبعض الآخر في نفس اللحظة التي يتم فيها رش بودرة السموم للآخر.

هذه العلاقة غير السوية عشنا في ظلالها زمنًا طويلًا، ولم يكن ذلك سوى نتاج طبيعي للخلافات التي أرسى مداميكها الوضع الإداري والقيادي واستحقاق البعض فيما لاحق له من مناصب قيادية أو مستحقات مالية كبيرة لا يقدم عليها أي عمل يساوي شيئًا مما يؤدي إلى كسبه أو مناله.

خلقت هذه الصورة داخل أروقة المؤسسة والصحيفة عامل ترقب وترصد البعض للبعض، وظل يسير النهج الذي استمر عليه الحال سنوات مضت في تراجع مستوى الأداء المهني، ويومًا عن يوم اختفت مكانة الصحيفة من الشارع العام، واشتدت معارك السيطرة عليها من البعض للبعض الآخر، وهكذا عاشت في تراجع إلى أن أوصدت أبوابها أمام الجميع.

قد يقول قائل إن للوضع السياسي الراهن دورًا محوريًا في الخلافات والصراعات السياسية عكست نفسها على أجندة العمل داخل البيت الأكتوبري، وأن شحة الاهتمام بها أودى إلى الإهمال وتركها تتقاذف بين أمواج الساسة والعسكر، وأن مرحلة المواجهة خلقت تحديات كبيرة في القدرة على معالجة الأوضاع داخل أروقة المؤسسة والصحيفة، لذلك فإن الأمر يستدعي سرعة وضع منظومة متكاملة لنظام التشغيل والأداء المتميز من خلال وقف إطلاق شياطين الكلام وأحاديث ورسائل الإفك والزيف لصناعة وهم الفتن بين المتنازعين وأقلامهم.

إننا لا نشك في أحد ولا عندنا حسابات جاهزة أو أحكام تهم، لكننا نقول إن عجلة العمل في المؤسسة والصحيفة بدأت بالدوران، وكلنا نعيش لحظات الاستعادة لصدور صحيفة 14 أكتوبر بما نملك من قدرات القوة للعمل المهني في ظروف غاية في الصعوبة والتعقيد، لذلك لا نعول على أولئك الذين تسببوا سابقًا بمعاناة البعض للبعض الآخر وهم يعرفون أنفسهم ونعرفهم جيدًا، لكننا نقول تعالوا معا مكملين لبعض لاستعادة مكانة الصحيفة والمؤسسة، وننسى الماضي ونغفل ونتغاضى عن أفعال وأعمال هؤلاء الذين يضمرون الشر؛ لأن الهدف والرؤية الواضحة هي لمصير الصحيفة، فيما إذا آلت إليه الأوضاع السابقة هو الإغلاق النهائي، ولن تجدى محاولة إعادتها، لأن لا يجرب المجرب مرتين.

هناك العديد من أبناء المؤسسة والصحيفة قادرون على خلق أعمال مهنية عالية مشهود لها بالكفاءة والنزاهة والموقف وهم من يديرون ويصنعون القدرات في استعادة مؤسستهم وصحيفتهم، فالأنقياء وحدهم من يصنع المعجزات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى