على أبي حسام فلتبكِ البواكي

> صباح لا نور فيه ويوم حزين برحيل د. حسين الكاف، فالموت حق وكلنا راحلون، ولكنه ألم الفراق ووجع الوداع.

كل من عرفك أبا حسام يشهد لك بسمو الأخلاق وطيبة القلب والحرص على إسعاد غيرك، فأنت الطبيب الماهر الذي يعكف على متابعة مرضاه ويبذل أقصى جهده لتعود العافية لهم.

لا أدري من أي ناجية أثني عليك، فخصالك الجميلة الرائعة كثيرة ومجالستك راقية ومنك سمعنا أجمل الأحاديث.

كم كانت تسعدني مناداتك لي بـ "يا عم سعيد" رغم استنكار البعض واستغرابه، لكني كنتُ أعد ذلك تشريفًا وابتهج به، ويسعدني أنك خصصتني بهذا النداء.

رغم حصول د. حسين الكاف على أعلى الشهادات ومن أكبر الجامعات، ورغم خبرته الواسعة في تخصصه الطبي، وذكائه الفريد، لكنه في غاية التواضع، فهو يصغي لمحدثه ويحاوره بأدب بالغ ويبسط له الخطاب ويختار أجمل العبارات وأنسب الألفاظ مع عمق الأفكار وسلاسة الأسلوب، ولا يغلق بابًا في وجه من يقصده.

إذا غاب عنه صديق يحرص على السؤال عنه، وإذا استشاره أحد أحسن مشورته ونصحه.

للدكتور حسين رحمه الله تأثير عجيب على مرضاه، فالمريض الذي يعالجه يشعر براحة نفسية ويتماثل للشفاء لمجرد أن يكون طبيبه هذا الطبيب العملاق الذي لم يلقَ ما يستحقه من التكريم، ولم ينل ما يستحق من المناصب، ولم يكن مباليًا بها أو حريصًا عليها، رغم استحقاقه وجدارته بأعلى المراتب.

سيتسابقون الآن لتقديم التعازي ولنعيك، ولكنك حين كنتَ تتصل بهم، يتثاقلون بالرد، ويكثرون من الأعذار.

أجد نفسي عاجزًا عن وصف الراحل العزيز، ولكنها كلمات قليلة أسطرها بقلب موجوع في وداع الغالي أبي حسام، فوداعًا وداعًا إلى رحمة الله ومنازل الصالحين، وجنات النعيم.

اللهم إنا نشهد لضيفك هذا بإحسانه لعبادك فاحسن إليه، ووسع مدخله وادخله برحمتك في عبادك الصالحين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى