تماهي المجتمع الدولي مع الإرهاب جنوبًا

> طالما أن مجلس الأمن عقد جلسات على وجه السرعة في حالات فردية مثل طعن مستوطن صهيوني من قبل فلسطيني أو، عند تفجير شخص فلسطيني نفسه بعبوة تشبه الألعاب النارية (الطماش) الذي يفجره أطفال اليمن في الأعراس والأعياد، فالخسائر تكاد لا ترى بالعين المجردة وتحتاج لمكبر صورة إليكتروني، ولكن المجتمع الدولي ديدنه وفقاً للبيت الشعري الذي قاله الشاعر السوري أديب إسحاق:

قتل امرئ في غابة

جريمة لا تغتفر

وقتل شعب آمن

مسألة فيها نظر

يعاني الشعب الجنوبي من الإرهاب منذ مطلع العام 1992م، واستمر هذا الإرهاب الذي ابتدأ بالاغتيال حتى تم تطويره تحت مسمى جديد وهو القاعدة وكيفية جديدة وهي التفخيخ.

المجتمع الدولي لا يلتفت للأسف لما يحدث لشعب الجنوب ويرى الأمر طبيعيًا ويدخل ضمن وسائل الصراع السياسي.

وفي حين أدان ذلك الأسلوب القاعدي والداعشي في مختلف بقاع العالم، ففي الأرض الجنوبية لا يكترث، بل يتماهى معها ويعتبره ضمن الوسائل المقبولة في الصراع.

ورغم أن التفخيخ عمل إرهابي قانونا وشرعا وعرفاً إلا أن هذا المجتمع الدولي لا يجرم ما يحصل في أرض الجنوب من عمليات إرهابية بالتفخيخ أو الاغتيال، وخلال عمل أربعة مبعوثين لليمن لم يتطرق مبعوث واحد لهذا الأمر، ولم يدن سفير واحد من المجتمع الدولي هذه الجرائم البشعة والغادرة التي تتأثر منها البنية التحتية ويذهب نتيجتها ضحايا مدنيون وعسكريون أبرياء.

طبعا هناك مصالح بين الأطراف الشمالية التي ترعى الإرهاب وجماعاته وتأويهم وتدعمهم وبين المجتمع الدولي من خلال تداخل النهب المشترك من قبلهم للثروة في الجنوب، وهذا هو سبب التجاهل أو التماهي واعتبار ذلك الإرهاب مجازاً من قبلهم رغم تجريمه حسب القرارات الدولية الصادرة.

لم يبق أمام الشعب الجنوبي إلا رص الصفوف والتلاحم لمواجهة الإرهاب الموجه بعناية نحو الشعب الجنوبي.

وبدون عودة الضالين عن هدف استعادة الدولة الجنوبية من أبناء الجنوب سنظل هدفا سهلا لقوى الشر تلك التي تستخدم القاعدة لتحقيق شعار الوحدة أو الموت.

لقد أدركت تلك القوى أن هناك استهجانًا من هذا الشعار بعد مضي فترة طويلة على رفعه واستخدامه كدستور غير مكتوب، وأصبح مدانًا من قبل دول وشعوب كثيرة ناهيك عن الكثير من أبناء الجنوب، فلجأت تلك القوى إلى التكتيك الجديد وهو سلاح الإرهاب القاعدي والداعشي حتى توصل لهدفها وهو استكانتنا أو انقراضنا ولا نعتقد أنها ستحقق هدفها أبدا طالما أن هناك شعبا حي وتلاحما جنوبيا صلب وصامد.

ستظل قوى الإرهاب تشغل هذه العمليات كلما رأت نجاحًا وتقارباً جنوبيا جنوبيا، ولذلك نتمنى أن يعود المغرر بهم والضالون المحايدون عن الصواب إلى الرشد والتواصل والالتقاء على الهدف الأسمى وهو استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة فبعودتها سيأمن الشعب الجنوبي على نفسه وثروته وأجياله من الضياع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى