ذات الرداء البنفسجي

> تلك الجميلة الساحرة استوطنت رمال الساحل وخلجان البحار واتخذت من قوارب الصيد أرزاقا شريفة يكدح من أجلها صيادون رجال، ابتغاء للسلم والسكينة وكف الأذى عن الناس.

تلك الجميلة ذات الرداء البنفسجي المعطرة ببخور وهواء ساحر يبث نسماته في كل صباح ومساء إلى كل مدن الأرض.

تلك الزهرة المتفتحة بين حدائق وبساتين الأرض التي طافت كل الأزقة والحارات بقلب سليم وضحكات تملأ البيوت بكل معاني الفرح والبهجة والسرور، أراها الآن قد اتكأت على صخرة بين تلك الجبال وتوارت عن الأنظار رويدا رويدا وبقت بنص جسدها الظاهر وعينيها المتقرحة من شدة السهر والعناء والقصف والشتات.

من بين تلك الصخرة ترمق الأرض وهي في حالة ذعر وهلع غير مصدقة أنها صارت الهدف والاستهداف لاقتلاعها من بين أرضها وأناسها وبيئتها.

لقد أسقطوها أرضا وبتروا كل أطرافها ومنعوها من الانطلاق العفوي الحر الذي كانت تقوم به في كل أرجاء المدينة.

انتزعوا منها كل مناهج السلام والثقافة والفن والمجتمع المدني، واستبدلوا عنها مناهج جديدة سنوا فيها سكاكينهم ومعاول الهدم فقصفوها بعنف بدون رحمة

صارت مثل الأرنب الوديع الجريح مرمية على الأرض تنزف والسهام تغرس في صدرها وتلطخ جسدها بالدم المهدور في كل الطرقات والبحار والشواطئ.

من بين تلك الصخور تنظر عدن نظرتها إلى مدينة الملوك، ثم تذرف دموعها بحسرة ثم تؤشر بيديها قائله:

قسما لن يمروا ولن يقتلعوني.. قريبا سأعود لسبب بسيط إن هذه أرض الله وهو حاميها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى