​الانفتاح نحو المجتمع..!!

> قالوا:"تنمية البشر قبل تنمية الحجر"

إن عجلة تنمية المجتمع تتحرك بتطور الإنسان من حيث التربية والتعليم والتثقيف ونماء وعيه نحو الانفتاح والتغيير للأفضل  ، إن الإنسان المتربي والمتعلم هو الذي يحافظ ويطور مجتمعه ، وهو ذات تأثير فعال فيه ، ومن جهة أخرى فإن المجتمع هو الرحم الذي تتشكل وتتكون فيه شخصية الفرد سلباً وإيجاباً ، وعلى الرغم من تأثر الإنسان بالمجتمع وتأثيره فيه مع الزمن إلا أن مرونة الإنسان وتطوره في عملية التعلم يجعل تأثيره في البيئة التي يعيش فيها يختلف من مرحلة لأخرى حتى لو كان في نفس المكان فإن الشروط والظروف الحياتية المحيطة به تختلف مع اختلاف الزمن. فالإنسان قادر على تغيير مجتمعه نحو الأفضل برفع مستوى وعيه وإصلاح نهج حياته وخروجه من شرنقة التقوقع في محيط العادات البالية والأفكار الموروثة الضيق ومغادرة دائرة الأنا ؛ وعبر تطوير جودة خدماته المجتمعية .

هنا ؛ أتذكر..!!
عندما كنت في جزيرة سقطرى وفي مجمع السيدات؛ كانت جارتي تكرر هذه الجملة  :" أنا زُرتُ العالم" ، وفي إحدى المرات انتهزت الفرصة ونحن معاً بمفردنا و سألتها: إحكي لي عن رحلتك حول العالم ، ما هي الدول التي زرتها ، وكم استغرقت مدة زيارتك لكل دولة ؟  
ردت على أسئلتي بإبتسامتها الرائعة وقالت: "أنا زُرتُ المكلا"، وشرحت لي بالتفصيل كيف رافقت زوجها إلى المكلا عندما ألمت به وعكة صحية وأقاموا في هذه المدينة الساحلية مدة اسبوع كامل . ومع إنها كانت تقضي معظم الوقت في مستشفى حضرموت ولكن بسبب خروجها لأول مرة من محيط منزلها ومقر إقامتها جعلت رؤيتها لهذه الزيارة ؛ هي مِنّي بمرأى زيارة عالمية . حيث أبصرت أنوار الشوارع وجمال المباني مقارنة بالمباني الطينية في الجزيرة و نوعية الخدمات المقدمة كذلك كانت ذات جودة عالية.
بهذه الرؤية كانت جارتي تتحدث بإيجابية وحماس عن أهمية التطور والتغيير في الجزيرة .

 هذا الموقف المؤثر..!!

يوضح مدى تأثير خروج الإنسان من بيئته  وانفتاحه نحو المجتمع وتعرفه على الآخر وتقبله لكافة مظاهر التنوع والاختلاف على تنوير البصر والعقل وإثراء رحلة تعلمنا في الحياة ونفوذه في نمو الفرد و بناء مقدرته وكفاءته من أجل بناء و خدمة المجتمع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى