​تفاقم الوضع المعيشي.. أبقت مظاهر العيد في عدن مقتصرة في أوجه الأطفال

> عدن "الأيام" عبدالقادر باراس:

> مواطنون يلجؤون إلى "الدجاج بدلًا من الأضاحي"

يواجه اليمنيون شمالًا وجنوبًا أسوأ ظروف معيشية، ففي عدن العاصمة المؤقتة للبلاد، لم تكن مظاهر الأعياد ماثلة للبهجة والفرحة بسبب تفاقم الوضع المعيشي الذي تشهده البلاد من أزمات وحروب.



وفي عدن، قلّت مظاهر العيد ولم يعد الأطفال كعادتهم يشعرون ببهجته، بسبب تبعات وظروف الحياة المعيشية فأبقتهم بعيدين من الفرحة، إلا القليل، لكن بقيت بعض أجواء الفرح مرسومة على وجوهم وحاضرة عند البعض بذهابهم إلى المتنزهات وفي أماكن مخصصة للحفلات، وإن كان أهم ما يميز هذا العيد هو ضآلة حركة الناس وخاصة في أوقات الصباح، كما أنه بالكاد سماع الألعاب النارية والتي كان في السابق يتم سماعها بكثافة حتى قبل حلول العيد بأيام.


انتهى العيد وترك بصمة في قلوب الذين لم يحسوا ويشعروا بطعمه نتيجة تدني مداخيل أسرهم حال دون شراء ما يرغبون لأبنائهم نتيجة استمرار الزيادات المتوالية في الأسعار التي مست ميزانيتهم والتي بالكاد خصصوها لمصاريف العيش اليومية، في حين لجأت بعض الأسر إلى الاقتراض لمجاراة متطلبات تلك المناسبات، ونتيجة استمرار ارتفاع الأسعار في كل احتياجاتهم ضاعف من معاناة حياتهم اليومية مما أرغم كثيرًا من الأسر شراء الدجاج المثلج عوضًا عن الأضاحي.


غالبًا ما تذهب العائلات في الأعياد للتزاور والنزهات، لكنها لم تتمكن بسبب أوضاعها المعيشية ما أضعف الأجواء الاحتفالية بالعيد، وعلى هذا النحو علق الكاتب شهاب الحامد، لـ "الأيام" "للعيد رائحة لم تشتم بعد، لا أدرى هل المشكلة بأنفي القديم أم برائحة العيد، حتى الأطفال (آخر معاقل الفرح) استقبلوه هذه المرة كما تستقبله العجائز بفتور ويأس محملة بهموم ما بعد العيد، لم يعد عيدنا كما اعتدنا، ولا عدنا كما كنا، بعد أن حاصرتنا الأزمات من كل جانب، وأنهكتنا طوابير الخبز والغاز والمحروقات والرواتب، وأسقطتنا الجرعات السعرية بالقاضية، وإن طفنا في شوارع حينًا أو نزلنا ضيوفًا في بيوت بعضنا، أو شربنا القهوة والشراب، إلا أن فرحتنا بالعيد منقوصة وابتساماتنا في كل صورة مجاملة للكاميرا".


وفي ظل استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود حمل المواطنون التجار باستغلال موسم العيد بتكبيدهم فوق طاقتهم برفع أسعار الخضار والأضاحي بشكل جنوني يفوق قدرتهم الشرائية، خاصة في ظل غياب الدولة والرقابة الحكومية. وإلى ذلك، تقول د. نور هادي اليافعي، اختصاصية علم نفس بجامعة عدن، "الوضع فاق عن حده وندخل مرحلة التقشف والحرمان، فمعظم الناس ليس لديهم القدرة حتى في تأمين قوت يومهم".


وتابعت قائلًا "العيد فرحة، إلا أن وضعنا الراهن أخلت فرحتنا وسعادتنا للعيد، ليصبح أزمة تعيشها أغلب الأسر ويبدأ معها صراع نفسي وجسدي لتوفير أبسط احتياجاته، الأولاد يحتاجون ملابس العيد ويحتاجون لحمة عيد الأضحى، لكن رب الأسرة لا يستطيع توفيرها، للأسف التجار نزعت من قلوبهم الرحمة، حيث الكثير لا يقدر بسبب الغلاء المعيشي في تأمين قوت يومه، حقًا أنه واقع مؤسف ومؤلم نعيش فيه، ونحن دولة فيها ثروات طبيعية تغطي احتياجات الشعب، ومع إطالة الأزمات والحروب أدى إلى تفاقم البؤس والفقر إلى درجة لا يستطيع المواطن تحملها، فلابد من معالجات جدية ونوايا صادقة".

ويقول محمد قاسم، 44عامًا، وهو عاطل عن العمل، إنه يعتمد على معاش والده المتوفى: "لا يتبقى من العيد إلا معانيه وشعائره الروحانية تشعرنا ببهجته، وعلى أي حال ندعو فقط أن يجعل الله من بعد هذه الشدة فرجًا، فغالبيتنا ليست لديه المقدرة لشراء احتياجاته الأساسية وبالكاد يجارون لسد جوعهم".


ويوضح "نعاني من تكلفة المعيشة وأغلب الناس يعتمدون على مصدر دخل واحد من رواتبهم الهزيلة لشراء ضرورياتهم. وبات من الصعب أن يبقى الوضع هكذا مستمرًا لتطول معاناتنا، المستفيدون مع هذه الأوضاع هم فقط المتكسبون من الحرب والذين يسرقون خيرات البلد، أو يبيعون المخدرات، أو السياسيون يمكنهم العيش بخلاف الشعب المطحون، وإذا استمر هذا الحال البائس سيؤدي بنا إلى أوضاع كارثية لا تحمد عقباها، وها نحن الآن نسمع ونشاهد جرائم قتل وسرقة".

وكان محمد، يأمل في أن تتحسن أحوال البلاد في ظل الحكومة الشرعية المعترفة دوليًا، لكن ذلك لم يحدث معلقا "القائمون على هذا البلد سواءً مجلس رئاسي أو حكومة اللي ما شفنا منهم إلا الكلام والهدرة والوعود الكاذبة دون أن نلمس أي تحسن في معيشة الناس، هم الذين يتحملون كل المسؤولية في إفقار الشعب وتفكيك النسيج الاجتماعي، أقول لهم الجوع كافر  وعليهم أن يتقوا الله فينا، وليعلموا أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى