فرحة منزوعة الدسم

> مرَّ عيد الأضحى المبارك لهذا العام وكأنه يشبه المأتم ، فمن نزع الفرحة وبالتالي نزع الدسم من فرحة هذا العيد ؟

بكل تاكيد أن الإدارة السيئة للحرب والتنمية خلال سبع سنوات كانت بيد الإصلاح المستحوذ على قرار الشرعية بكل مفاصلها وكذلك المملكة باعتبارها صاحبة الكلمة الفصل في إدارة العاصفة وتوابعها .

سبع سنوات أكلت الأخضر واليابس ولم يتبقَّ شيء يُدَّخر للأيام القادمة ؛حتى وصلنا الى هذه المناسبة المباركة .غير إن إيمان الناس وقناعتهم جعلتهم لايجرؤون على الشكوى. (الشكوى لغير الله مذلة )

وبمناسبة الشكوى يخطر ببالي أبيات من قصيدة للمناضل الشاعرالمرحوم صالح أحمد ابراهيم المسبحي (امبرهمي ) قصيدته الطويلة التي قالها بعد الوحدة بثلاث سنوات نقتطف منها مايفي بالغرض حول الشكوى :

جت الوحدة وقالوا الخير جاكم والامانة

وكل تاجر سأعلقها فوق دكانه

ربط هاتف من المشغل مثبت في يمانه

ويتكلم مع صنعاء وهو جالس مكانه

ولاقالوا معانا لك زيادة في فلانة

قفل أبوابه جرى يحكي لجيرانه

يصيح الشعب كالمفطوم في دار الحضانة

والمؤتمروالحزب يتسمع باذانه

يشكي على من ؟من شكى عطل لسانه

مادام والتاجر مسي المسؤول في البانة !!

(استبصر الشاعرالمرحوم امبرهمي ان الوحدة وحدة تجار السياسة والمال )

طبعًا وبكل تأكيد كان هذا العام عام القمطرير لأنها وصلت الحلقوم ونعني الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية بحيث صار الغلاء غول يسرح ويمرح ولايردعه رادع أخلاقي ولاديني ولا سلطوي .

لذلك نحمِّلها السلطة السابقة والمملكة لأنها تركت الحبل على الغارب فأكلت جمال الشرعية كل المحصول من غير أن تعصر .فقط جالسة في فنادق خمسة نجوم وتفسبك وتوتس وتوتر (منصات التواصل الثلاث) التي اصبحت مثلها مثل المرجعيات الثلاث التي صارت أصنام كالأصنام الثلاثة /هُبَل والَّلات والعُزَّى .ويتم ذبح الشعب على مذبحها .

فرحة هذا العيد كانت منزوعة الدسم تماماً . ولكن صبر الشعب وإيمانه بالابتلاء كان أقوى من تلك المأساة وأثرها المهين والمحزن في نفس الوقت .

اليوم غير الأمس ولابد من تغيير الحال لان للصبر حدود والصبر إن جاوز حدوده قتل !

هناك فرصة لقيادتنا الجديدة وهي مجلس القيادة الرئاسي لإثبات الوجود وحمل الأمانة بجدارة و أولها تطبيع الحياة وإعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي وهي الأمن والتنمية والإعمار و وقف انهيار العملة وهذا لن يَتأتَّى إلَّا بقرارات حاسمة وصادمة لقوى الفساد والإفساد الذين أفسدوا الزرع والضرع .

فهل سنرى قريبًا مايشفي الصدور ؟؟ننتظر وستُبدي لنا الأيام القادمة كل مختفٍ في دهاليز السياسة .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى