​الانتقالي.. ووحدة الصف الشبواني

>
الجزء الأهم في مسؤولية ما جرى هذا الأسبوع من تعارضات أمنية أسفرت عن قتلى في شبوة، وكاد ينفجر الوضع بسببه، يتحمله المجلس الرئاسي والتحالف العربي لتأخرهم عن تنفيذ اتفاق الرياض فيما يخص الجانب الأمني، وهذا يفرض تساؤلًا.. لماذا؟ وهل يراد لشبوة أن تصل إلى صدام؟
ولمصلحة من؟

ما جرى سببه مماحكات على طريق تنفيذ خطة أمنية وضعتها اللجنة الأمنية في المحافظة على خلفية حملة ضد السلطة المحلية واتهامها بالتسيب الأمني رافقها قصور أمني من كل الأجهزة الأمنية، وتولت بعد ذلك جهات معينة تحميلها المحافظ شخصيًا، بينما المحافظ رأس منظومة لن ينجح إن خذلته اللجنة الأمنية بالمحافظة.

الانتقالي ليس طرفًا في الاشتباكات كما تحاول بعض الجهات أن تتهمه، وأنه يسعى لإشعال الاضطرابات في المحافظة، فهذا تصدير تبثه جهات لم يعد لها من عدو في الجنوب وفي اليمن إلا الانتقالي، فمن أراد أن يحارب في شبوة سواء الإخوان أو غيرهم فليحارب؛ لكن حربهم لا ينبغي أن تكون مع الانتقالي، فهو ليس طرفًا فيها ولا مصلحة له فيها في هذه المرحلة.

إن تأجيج أي صراعات تضع شبوة في خانة عدم الاستقرار وهذا لن يفيدها، فيكفي شبوة ما عانته من "ميلة الميزان " بل استبعاده وليس "ميلة" لقطاع واسع من أبنائها خلال فترة المحافظ السابق الذي لا يمكن لجاحد أن ينكر أن له  نجاحات، ولا يمكن لمغالي في حبه أن ينكر أنه لم يكن محافظًا لكل أبناء شبوة؛ بل كان محافظًا لحزبه، وقد كان أمامه خيارات أن يكون للجميع؛ لكنه لم ينتهجها فاختار الاجتثاث للآخر قتلًا ومطاردة واعتقالًا، وتركت تجربته جروحًا غائرة فيها، على الأقل لدى الطرف الذي عانى سياسته، ومع ذلك فشبوة أكبر من الجميع وتستحق ألا أحد يظل أسيرًا لجروحه السياسية، ويجب على الجميع أن يصلوا إلى كلمة سواء لصالحها ولوحدة صفها على قاعدة التنوّع وليس التآمر وجعل المكتسبات حقًا ثابتًا ممنوع مناقشته، وبحصر ما جرى في أضيق نطاق " فخلف الأكمة ما خلفها"، إذ تتربص بالمحافظة قوى يمنية تريد أن تنتصر بدماء أبنائها وخلافاتهم التي لا يريدونهم أن يفارقوها حتى يحققوا هدفهم، فالإخوان في شبوة الآن ليسوا هم الخطر الأقوى مهما ظنوا؛ بل؛ يوجد الأخطر والأخبث منهم عليها، فمهما كانت ذرائعية الإخوان ودهاؤهم  فلا يملكون غطاءً سياسيًّا إقليميًّا ودوليًّا، ولن يملكوه، مع أن تجربتهم في شبوة كانت إقصائية، واعتقدا أن تجلب لهم ذلك الغطاء، وهذه الإقصائية ضد مشروع الجنوب خاصة وتريد قوى يمنية الآن أن تستغلها لصالحها في شبوة لضرب الطرفين ببعضهما وأنهم البديل الموثوق إقليميًا ودوليًا وهو ما يجب أن يتنبه له الجميع ويخدمونه بغباء.

لا القوات الخاصة تستطيع إعادة الإخوان لشبوة، مهما أجج الإخوان وإعلامهم، ولا قوات دفاع شبوة تأتمر بأمر الانتقالي ولا تنسّق معه وإن كانوا شبوانيين وبعضهم يرفع علم الجنوب وآخر يرفضه، واستيعاب هاتين الحقيقتين يوجب أن نبحث عن المستفيد من أي صراعات في شبوة، بالتأكيد ليس المحافظ ولا الإصلاح وليس الانتقالي مهما روّج البعض الذين حصروا وما زالوا يحصرون شبوة في صراع هذه ثنائية الإخوان/ الانتقالي بشكل مقصود، وألا صراع إلا بينهما، فمن الضروري نهج التواصل للخروج بمعالجات تحافظ على الاستقرار في أي قضية خلاف داخلي عسكري أو مدني وتقطع الطريق على المتربصين بالمحافظة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى