عودة صهيل الخيل للجنوب

> تبدو معالم الخارطة السياسية للإدارة والحكم في محافظات الجنوب المحررة تتشكل شيئاً فشيئاً بهدوء لإعادة حزب المؤتمر الشعبي الحاكم حتى 2011م على الشمال والجنوب الذي صدّر نفسه للعالم على أنه الممسك بزمام الأمور والمهيمن على سلطات القرار في اليمن من خلال المجلس النيابي إلى أن هلك عفاش رئيسه فأصبح مؤتمرين أو أكثر توزع في الداخل والخارج واقترب قادته وأبرز الأعضاء إلى القوى السياسية الأخرى، وتمكنوا من مفاصل (السلطات الشرعية) لمحاولة جمع شتاتهم وهو ما حصل على الرغم من التفكك الظاهري فيما بينهم، تجمعوا وحافظوا على بنيتهم التنظيمية مع اختفاء صهيلهم وتراجع نسبي لجماحهم واقترب من هم بالخارج من حزب الإصلاح حليفهم السابق الحاضر وآخرون، وأبدى ميولاً إلى الانتقالي في بعض المسائل والطروحات التي يتبناها وهؤلاء هم قيادات المؤتمر الشعبي الجنوبيون الذين وصل بعضهم إلى عضوية أعلى هيئة تشريعية للانتقالي.

وعلى الرغم من أن الانتقالي الجنوبي يسيطر على الجنوب أو كما يبدو هذا شعبوياً إلا أن ترتيب الأوراق في كواليس أخرى تعتمل ليفاجئ بها الداخل على غير ما يراه في شارع الواقع ليبتدئ العمل الفعلي منذ تعيين محافظ شبوة بأن الأمور تتجه نحو إعادة المؤتمر إلى الواجهة وبموافقة (ممتعضة) من الانتقالي الذي يرى هذه المحافظات الجنوبية تحت سيطرته لتأتي الخطوة الثانية بتعيين محافظ جديد لحضرموت وهو نائب بارز في كتلة المؤتمر بالمجلس النيابي سبقهم محافظ المهرة الذي هو الآخر ينتمي لذات الحزب، أما العاصمة عدن كما هي للانتقالي إدارة وعسكرًا لا ينبغي أن ننسى خلفية المحافظ الانتقالي لعدن مؤتمرياً إلى وقت قريب وحتى إعلانه الانضمام للحراك الجنوبي فالانتقالي لا يمكننا القول إن المؤتمر الشعبي في الجنوب كجناحه في الشمال الذي خرج من الباب ليعود من النافذة، ففي الجنوب أعيد بقرارات شرعية من الرئيس والمجلس الرئاسي وبموافقة الدول (الوصية علينا) وكأن التقاسم والمحاصصة تعود إلى الجنوب بين المؤتمر الشعبي والانتقالي الذي أعطي له إدارة محافظة سقطرى وبين ما جرى ويجري خيط رفيع، لكنه قد يقلب المعادلات الحالية حتى لا تستقيم الأوضاع، فبداخل الانتقالي تيار يرى أن هناك شيئا ما يفسر لديه بأنه يتم شيّه على نار هادئة لإبعاده وإفساح الملعب السياسي في الجنوب لقوة (ثالثة) كانت حاكمة فأصبحت(صامتة) أو بالمنطقة الرمادية لتعود مجدداً، أما البعض يراها من الانتقالي تنحو إليه ولا بد سياسياً من التحالف معها ولو مرحلياً تكتيكيا للقبول بهم لاستبعاد (الإصلاح) الذي يرى فيه خصماً له في الجنوب بالتحديد، مع ذلك لا هذا ولا ذاك قد يكون جديراً بإدارة المرحلة، فالأوضاع السياسية والاقتصادية أشد قتامة في المناطق المحررة والجنوب تحديداً لكن الخيل الجامح وصهيله بدأ يسمع في الجنوب وخطواته كما يظهر تستقيم على (حدوه) صنعت من سايس خارجي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى