دولة المؤتمر قادمة!

>
البلاد تحت الفصل السابع مسلوبة السيادة محجور على سيادتها مثل السفيه الذي لا يستطيع أن يصرف ريالًا من ماله إلا بموافقة الوصي، بمعنى أدق الجمهورية في "الفريزر" بكل ما فيها حتى تختمر حلولها دوليا ، ولذا سيظل الوضع متعب وغير مفهوم ، وسيكون تمديد الهدن انجازا محليا وإقليميا ودوليا.

تضج الاستعراضات الإعلامية والتواصل الاجتماعي بأن دولة المؤتمر قادمة !
نفس الاستعراضات التي ضجت عن غزوة خيبر "والتمكين" ، جزءًا منها في إطار "لخبطة المشهد " من قوى تتراخى قبضتها وأنها إلى زوال وتجعل من ذلك وقودا لدعمها وتريد أن تثبت أن الجنوب سياخذه المؤتمر وأن كل نضالات الجنوب ومقاومته ومشروعه مجرد ظاهرة عفاشية، وقوى تحلم !

بينما الكل منتهية ولاية رئاسته، وبرلمان ومحليات، وقيادات أحزاب وتنظيمات...إلخ، كلها تجاوزت فتراتها الدستورية والنظامية و"تشحت" شرعيتها ومشروعيتها فقط في "تصريف الأعمال" من الشرعية الدولية لكنهم يريدون إثبات أنهم ما زالوا شيئا "مذكورا وفاعلا" وهم ما استطاعوا رفع العقوبات على قيادات المؤتمر حتى الآن ليثبتوا أن دولته قادمة.

إن مسار ظروف الحرب لا تشير إلى إعادة ما قبل إقالة عفاش ورحيله ثم انقلاب الحوثي وتداعياته ومقاومته ومن يظن محليا وإقليميا ذلك فهو يعيش وهم استراتيجي وتنظيمي وسياسي، فالحوثي أمر واقع لن يُزاح ولن ينكسر عسكريا ويسيطر على كل خارطة الشمال إلا القليل ويغازلونه بالحل السلمي وهو متمنع فهل سيفاوضهم على قدوم دولة المؤتمر!!!؟ ، أما جنوبا فمن لم يتمكن من صنعاء لن يكون البديل له في الجنوب مهما كان دعمه وداعمه وقالت العرب قديما "بيت في غير بلدك لا لك ولا لولدك".

بالطبع تطمح وتسعي تياراتهم للحكم وخاصة جماعة "طارق" لكنها عملت مسافة من يومها الأول بينها وبين المؤتمر لثقتها أنه صار من الماضي، فاتخذت لها مسماها المميز ولديها حضور عسكري وسياسي وعلاقات إقليمية ولو قالوا أنهم يسعون فقط لاستعادة الدولة فهم يكذبون فما زالت لديهم روح الوصاية على الجميع وأن الدولة لاتستقيم إلا بهم!

مع أن عفاش لو أسس دولة كحالها في مصر وتونس ولم يؤسس سلطة فقط ما انفلتت عنه طوعا وكرها وصارت اغلب مؤسسات سلطته متحوثة ومن الصعب عودتها أو كما قال جورباتشوف ""من الصعب اعادة معجون الاسنان بعد خروجه إلى قنينته" كما أن تيارات وأفراد المؤتمر ليسوا "سقط متاع" يختار لهم آل عفاش أي عنوان ويلتحقون به، فتلك الثابتة حين كانوا سلطة، ولن يرضى ذلك إلا من لديه خنوع الانتقال من سيد لآخر ، وهناك ثابتة تاريخية أن من خرج من حكم اليمن لا يعود له ، لكنهم يسعون وهذا حقهم وأن كان "دونه خرط القتاد"

أما على مستوى الجنوب فلا يهم ماضي أي منتسب للمؤتمر بل المهم حاضرة وماسيقوم به ، فالموتمر الشعبي العام ليس حزبا عقائديا له بيعة، بل حزب سلطة الحاكم الشمولي المستبد كان يملك السلطة والوظيفة ومال الدولة وعسكرتها وأمنها ..إلخ بمعنى أدق كان يملك مسمى الدولة، ومن أراد من الجنوبيين الوصول إلى منصب سواء تشريعي أو تنفيذي أو وظيفي أو امتيازات من أي نوع لابد أن يحتمي بذلك الحزب المستمد قوته من قوة حاكمه وهي ليست تهمة بل حالة فرضتها العلاقة بين فرد ساعٍ للامتيازات وسلطة تملكها،  ولم تعد تملكها الآن ، هذا الحزب تشظى بعد خروجه من الحكم إلى موتمرات كأي حزب كان يخدم حاكم مستبد ، ولذلك فان من هو مع قضيتنا من الجنوبيين وهومؤتمري أو اشتراكي أو اصلاحي فنحن معه ومن هو ضدها فلسنا معه، وهو جنوبي لكن له طريقه ولنا طريقنا فالجنوبية فقط ليست القاسم المشترك انما القاسم المشترك هو الولاء لقضية استقلال الجنوب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى