​تمر بنا الأيام ..!!

>
وتمر فينا وتمر من حولنا فما الحياة سوى رحلة نصادف فيها مختلف الناس والأماكن والظروف ، فكم من فرحة صافحت قلوبنا ، وكم من حزن لامس وجداننا ، وكم من يأس ألم بنا ، وكم من خوف خنق أعناقنا،  وكم من سعادة سعينا نحوها وآمال أنارت طريقنا ، وأرزاق أثلجت صدورنا ، وتحديات تعلمنا منها واكتسبنا من خلالها خبرة ، فالمقياس الحقيقي للنجاح هو عدد المرات التي نستعيد توازننا فيها بعد تعثرنا.

فيمر العام تلو العام ونقف لنتأمل في ما انجزناه والنجاح الذي حققناه في رحلة العمر ونعد الفوز الذي جنيناه، والربح الذي احرزناه.
ولكن..!!

إن اعتبرنا النجاح هو جني الثمار ، بمعنى الوصول إلى النتيجة والهدف المنشود ، فيا ترى ماذا سنسمي تلك المساعي التي بذلناها ولم تُثمر لليوم ؟

ماذا لو تأخرت الثمرة ؟

ماذا لو رحلنا عن الدنيا قبل أن نجني ثمار جهودنا ومساعينا؟

هل النجاح في عملنا يستلزم جني الثمار؟ وإن تأخرت هل نسميه فشلاً ؟

نحن في رحلة الحياة ، نسعى ونجتهد ، والنجاح هو تحديد الوجهة السليمة التي نسير عليها،  والصبر والمثابرة في مواصلة هذا الطريق لأننا أحيانا نضيع و نخطئ، نبحث عن طرق ووسائل جديدة وشيئا فشيئا نتعلم ونتحول للأفضل ونتعاون في خلق بيئة أفضل لنا وللآخرين، إنها حياة بكل مزاياها وعيوبها ، والثبات في طريق الخدمة والبناء هو في حد ذاته نجاح كبير ، حتى وإن تأخرت الثمار.

وخلال هذه الرحلة المشتركة فإننا نتذوق ثمار نجاح الآخرين بكل امتنان.
ونجاحنا اليوم ..

هو في غرس بذور الأعمال الطيبة  في بستان مجتمعنا دون استعجال الثمرة، هذه هي الحكمة التي تعلمناها منذ الصغر من درس الفلاح والملك ، والمغزى من الجملة الشهيرة التي نالت على إعجاب الملك وإعجابنا وهي :" نعم لقد زرعوا فأكلنا ونزرع فيأكلون".
إذن النجاح مرتبط بغرس البذور ، لا باستعجال الثمرة ، ودمتم سالمين

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى