ردا على مقابلة علي ناصر محمد

> استمعت إلى مقابلتك في برنامج جمال المليكي، واعترافك بأنك من أطلق الرصاصة الأولى في جريمة 13 يناير 1986، وعليه أقول لك إنك لم تكن الأول في إطلاق الرصاصة الأولى، لأن هناك شخوصًا وأطرافًا صاغوا الحدث ورسموا ملامحه وأشرفوا على تنفيذه عن بعد دون أن تعلموا جميعكم، إذ إن ذلك الحدث وغيره من الأحداث المتلاحقة على النظام الوطني في عدن منذ 1967 حتى 1986 هيأت وخططت ونفذت للحدث دعوني أوجزها لكم أدناه:

1 - مضمون أجندة مفاوضات استقلال جنوب اليمن التي لم تستكمل جميعها، وتعليق تسليم جزر كوريا موريا مبتدأها وتعليق المفاوضات لمدة 3 أيام نتيجة سفر الوفد البريطاني للتشاور مع حكومته بشأن هذه الجزر أمام إصرار الوفد الوطني باستلام السيادة على أرضه كاملة.

2 - بعد تأسيس النظام الوطني كنتم محافظا للجزر التابعة للدولة الجديدة، ولم تستطيعوا فرض سلطتكم على كوريا موريا، لأنها قد سلخت من الامتداد الجغرافي الوطني على الرغم من كل جهود الوفد المفاوض ومن بعده النظام الوطني في المحافل العربية والدولية لإثبات الأحقية القانونية والتاريخية لهذه الجزر للنظام الجديد.

3 - تعليق التفاوض في المساعدات المالية إلى ما بعد تأسيس الدولة الجديدة، لكن تمّ التنصل من الالتزامات البريطانية لدولة الاتحاد ليشكل ذلك التنصل عقبة ثانية في وجه النظام الوطني وما تتابع بعد من ظروف اقتصادية داخلية.

4 - فتح الحروب الحدودية ضد النظام الوطني الجديد من ثلاث دول مجاورة لجمهورية اليمن الجنوبية وما رافق هذه الحروب من استقطاع حدودي.

5 - ملف طائرة الدبلوماسيين مازال غير غائب عن ذاكرة الأحداث.

6 - الفارق ما بين 1967 و1986 يعدو بسيطا في عمر الزمن لكنه كان مطلوبا في مضمون الصياغة الاستراتيجية لإحداث فجوات متعددة في أصل النظام وتوجهاته وحلفائه الدوليين في المنظومة الاشتراكية.

7 - منذ تأسيس النظام الوطني غمرت أوساطكم السياسية قوى عربية بانتماءات عقائدية وسياسية متنوعة مشكلة طوقا أطبق الخناق وغدق أوساطكم بأطروحات وتحليلات تعرفون أنتم مضمونها ودوافعها.

8 - تحت طائلة النتائج المختلفة للأحداث السابق ذكرها أعلاه تأثر النهج التقدمي للدولة الوطني وتراجع الظروف العامة ودخلت البلاد في طوق الوحدة اليمنية 1990، ليس بذلك المضمون الذي كانت كل البلاد تردده بشكل رسمي في صباحات أيامنا الجميلة "للنضال من أجل الدفاع عن الثورة اليمنية وتنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية، لكن بآليات تعرفونها أنتم تماما.

لا تعترف بأنك صاحب الرصاصة الأولى، فهناك كثيرون، والنقطة الأولى في هذا الملف قد صيغت دون عملكم، وما أنتم إلا منفذون لأدوار وآليات رسمت خارج أطركم السياسية، وحدث 13 يناير 1986 وما تتابع على الأرض إلاّ مخرجات لها، والهدف من ذلك حتى اليوم كان "ألاّ تسقط عدن بيد أصدقاء عبد الناصر" كما كانت الأوساط المعادية تسميهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى