​صالح بن ربيعة .. أي دمعة حزن لا لا لا..!

> محمد العولقي

> * الموت علينا حق كابتن صالح بن ربيعة.. أدري أنك تفتقد توأم روحك ، لكنها سنة الحياة .. لله ما أعطى ولله ما أخذ..
وأدري أنك والمرحوم خالد بن بريك كنتما جسدا واحدا إذا اشتكى منه عضو تداعت بقية أعضاء جسديكما بالسهر والحمى ..لكننا مطالبون أن نستسلم لقضاء الله وقدره .. اللهم لا اعتراض.

* أدري أنك الآن تتغذى على بقايا صبر .. تجتر بعض الذكريات .. تلوك بعض الوقفات .. تمضغ بعض المشاهد .. لكنها في النهاية عبرة والموت يا صديقي صالح عبرة واعتبار .. كلنا راحلون ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.

* كلاكما شب عن الطوق .. جمعكما محراب واحد .. كنتما تشربان من نبع واحد .. تأكلان من صحن واحد .. أحلامكما واحدة .. ما مر عام إلا وأنتما برق ورعد .. شمس وقمر .. تلازمتما ووصل الانسجام بينكما إلى الروح.

* غالبا كانت أفكار صالح هي نفس أفكار خالد، ودائما كانت ضحكتهما واحدة وحزنهما واحد .. تناغم غريب .. وانسجام عجيب.

* أخي صالح .. أدري أن جرحك أكبر من الأيام .. أدري أن أحزانك كبرت حتى صارت أشجاراً تغطي غابة قلبك .. أدري أن روحك هناك حيث خالد .. أدري أنك اليوم بلا ظل وبلا شمس .. بلا نجوم .. بلا أقمار .. بلا سماء ، لكنك هنا بجسدك امتداد للعطاء .. صورة طبق الأصل من خالد.

* لست وحدك من يبكي خالداً الأماكن كلها تحن لدعابة خالد ولخفة دمه ونبل أخلاقه ولروحه المرحة، ولتجلياته المفيدة .. هنا كان يجلس حيث ذاك الشط حيث اللول يوجد والصدف .. تلك الصخرة التي ترثيه ، وتشتاق إلى وداده .. تلك الشطآن التي كانت تتفجر تحت قدميه عيوناً ماءها كالزلال .. كل شيء هنا يحن .. يبكي .. يشتاق .. يبتهل .. ويتضرع للمولى عز وجل أن يسكنه فسيح جناته.

* ليست المكلا وحدها ، من تخبىء ليلها العاري ، في صدر موجة بحر حائرة .. الأرض كلها أحبته ، وآخته، ووارت جثمانه الثرى .. و هي تنتحب بدمع النداء .. لكن خالداً حاضر في ذاكرتها .. تستطيع إعادة إنتاجه في روح طفل أو جسد شبل .. أو في جنين لا زال نطفة في علم الغيب.

* ستهدأ الجراح يا صالح .. الله سبحانه وتعالى له حكمه ، وله حكمته ، فقد غرس فينا نعمة النسيان .. ولو تراءى لك خالد في المنام لداعبك بالأغنية التي كان يرددها دائما : أخي الحبيب وتوأم روحي صالح بن ربيعة : أي دمعة حزن لا لا لا..!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى