الفقر يخرج أطفال اليمن من المدارس إلى الأعمال الشاقة

> «الأيام» غرفة الأخبار :

> وجد أطفال اليمن أنفسهم خارج أسوار المدراس بسبب النزاعات المستمرة منذ سنوات وما تخلفه من إحساس بعدم الأمان والفقر، فباتوا مجبرين على الالتحاق بالأعمال الشاقة للمساعدة في إعالة أسرهم بسبب الغلاء الذي طال الغذاء والأدوات المدرسية.

ويدفع تردي الأوضاع الاقتصادية الكثير من الأطفال إلى العمل الشاق لمساعدة أسرهم في بلد تتهدده المجاعة بدلا من الانضمام إلى أقرانهم على مقاعد الدراسة مع بدء العام الدراسي الجديد.

يغيب الطفل مدين عوض عن الصف السابع هذا العام كونه مضطرا لأن يعمل في مغسل سيارات للمساعدة في إعالة أسرته الفقيرة، وبعدما لم يعد والده قادرا على تحمّل تكاليف الدراسة في اليمن الذي تمزقه حرب طاحنة منذ سنوات.

ويصف مدين، الذي ارتدى قميصا ممزقا، شعوره بالحزن لتغيبه عن الدراسة، قائلا “أصدقائي يدرسون وأنا لا أدرس. أصبحوا في الصفّ السابع وأنا خرجت من المدرسة لمساعدة والدي والإنفاق على أسرتي”.

وبعد غسيل السيارات، يتوجه مدين لمساعدة والده الذي يعمل في تصليح الأحذية عند ناصية شارع في المدينة.

ولم يكن قرار الوالد عدنان (50 عاما) أمرا سهلا. ويقول إن ما دفعه إلى توجيه أطفاله الثمانية إلى العمل بدلا من التعليم هو العبء المادي وتكاليف المستلزمات المدرسية التي لا يقدر على تحملها.

ويضيف، خلال حديث لصحيفة العرب اللندنية "تخيّل أني أجني من هذا العمل ألفين أو ثلاثة آلاف ريال! (دولاران). ماذا ستكفي؟ لا تكفي لغداء أو عشاء أو إفطار ولا مصاريف المدارس”.

ويتابع “الدراسة بحاجة إلى كتاب ودفتر وقلم بشكل مستمر طوال السنة”، مضيفا “كنت أريد الإنفاق على أولادي وتوفير احتياجات المدرسة والمنزل ولكن لم أستطع. نحن في حالة مزرية وفي وضع لا نحسد عليه”.

وتقدّر اليونيسف أن هناك “أكثر من مليوني طفل خارج المدارس، بزيادة تقارب نصف مليون منذ بدء النزاع في العام 2015”.

وتشير المنظمة إلى أن “النزوح المتعدد وبُعد المدارس ومخاوف السلامة والأمن بما في ذلك مخاطر المتفجرات، والافتقار إلى المدرّسات، ومرافق المياه والصرف الصحي، عوامل تزيد من أزمة التعليم”.

وبدأ العام الدراسي في محافظة تعز الأسبوع الماضي، وتوجه أكثر من 500 ألف طالب وطالبة إلى مقاعدهم الدراسية في ظروف قاسية.

ويقول مدير مكتب التربية والتعليم بمحافظة تعز عبدالواسع شداد إن الحصار “تسبّب في إعاقة الكثير من الطلاب ووصول المستلزمات الدراسية الرئيسية ومنها الكتاب المدرسي. وصول الكتاب المدرسي من محافظة عدن إلى هنا يكلف ضعف قيمته نتيجة لوعورة الطرق وصعوبة الوصول إلى هذا المكان (تعز)”.

الطالبة ملاك فيصل التي تودع والدتها كل يوم وتخشى ألا تعود كما تقول “التعليم واجب، ونحن نواجه الخطر كل يوم بذهابنا إلى المدرسة. عندما أخرج من البيت، أودع والدتي لأنني لا أضمن أن ألقاها مجددا، لأن القذائف والقناصة الذين يتواجدون جوار البيت لا يرحمون أحداً”.

ويعاني الطلاب في كل المناطق سواء كانت تحت سيطرة الحوثيين أو تحت سيطرة القوات الحكومية من مشاكل تسرّب مدرسي ومعايشة للموت والحرب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى