حتى نتمكن من إنجاز الاستحقاقات القادمة ينبغي أن يكتمل تشكيل أقلية جنوبية نوعية أو صفوة المجتمع الجنوبي المتمتعة بصفات إيجابية وقدر كافٍ من الثبات لتتشكل مجموعة استلام وإدارة الدولة التي تتمتع بإمكانيات فكرية وإبداعية وقادرة على تسيير الشؤون السياسية أكثر من غيرها وتخضع للتغيير والتحديث المستمر بقناعة تامة بحسب تغيير المهام المناطة بقيادة المجتمع.

لقد بدأت هذه المجموعة في التشكل خلال السنوات الأخيرة وخصوصا من الفترة التي بدأ الانتقال فيها من العمل الشعبوي إلى العمل السياسي وبروز المهام السياسية الانتقالية أكان من العمل الشعبوي إلى العمل السياسي المنظم أو من مهام الثورة إلى مهام الدولة، وكان ذلك يتطلب التغيير في النخبة السياسية بدماء جديدة مبدعة لا تحمل أمراض الماضي، قادرين على حمل المجتمع على أكتافهم إلى مرحلة الدولة.

للأسف وقفت النخب القديمة رغم ما عاناه الشعب من جراء سياستها حين كانت النخبة السياسية لفترة طويلة، وغير قابله للتغيير ومنها أفراد حملوا على عاتقهم بدايات الحراك الجنوبي السلمي من القيادات الشعبوية أو بعض عناصر  تلك النخبة التي حملت على كتفها الانتقال من النضال السلمي إلي الكفاح المسلح أو النخبة التي انتقلت بالعمل الشعبوي إلى العمل السياسي المنظم التي التقت في تفكيرها مع النخبة القديمة وإن اختلفت قليلا عنها، وجميعهم لم يستوعبوا الدرس ولم يفكروا بالتغيير يوما ولم يمتلكوا الشجاعة لإتاحة الفرصة للنخبة الجديدة الصاعدة والواعدة التي لم تكن من النخبة السياسية القديمة واستمرت بالمن على الشعب نظير الشيء اليسير الذي قدمته أمام دماء الشهداء ومعاناة الشباب.

وأخذت تقاوم وتزرع العراقيل في طريق الشعب والنخبة السياسية المتكونة حديثا وادعاء بالإخلاص والأسبقية في النضال والنضج وغير ذلك رغم أننا ندرك أن عددا منها كان السبب في تأجيل تحقيق الانتصار بسبب أنانيتها وضيق أفقها والتفكير الانتهازي والمصلحي.