استعادة وكالة أنباء عدن اليوم ضرورة ملحة

> إن الانتصارات التي يحرزها اليوم أبناء الجنوب في الجانب العسكري والسياسي كبيرة وهي بحاجة لأن تواكبها تغطية إعلامية واسعة من وسائل ومنابر إعلامية جنوبية تديرها وتشرف عليها كوادر إعلامية مهنية ومحترفة قادرة على نقل وترجمة حقيقة ما يدور في أرض المعركة من وقائع وأحداث للداخل والخارج وعدم ترك المجال للطرف الآخر لإدارة المعركة إعلاميا بعد فشله عسكريا وتوظيفها لمصلحته في ظل غياب الإعلام الجنوبي.

إن الحراك السياسي الذي نشهده اليوم المتمثل باللقاءات الجنوبية الجنوبية التي تهدف إلى ترتيب البيت الجنوبي وتوحيد الصف ولم الشمل بحاجة أيضًا إلى تسليط الضوء إعلاميا عليها، فهي لا تقل من حيث الأهمية عن المعركة العسكرية، فاليوم الجنوب يمر بمرحلة انتقالية تأسس لما بعدها وتحمل في طياتها أحداثًا قادمة وهامة لها استحقاقاتها التي يجب الاستعداد والتهيئة لها، لذا تقع اليوم على عاتق الانتقالي وكل القوى الجنوبية مسؤولية استعادة مؤسساتهم الوطنية التي تم دمجها وإذابتها وطمسها باسم الوحدة اليمنية ومنها على سبيل المثال لا الحصر وكالة أنباء عدن هذه المؤسسة الإعلامية الوطنية الجنوبية العريقة التي تأسست في العام 1970 كأول وكالة إعلامية في منطقة الجزيرة والخليج وقد تكفل بإصدار قرار إنشائها آنذاك رئيس وزراء جمهورية اليمن الديموقراطية محمد علي هيثم رحمه الله وكان أول رئيس لها الشهيد الصحفي الكبير اللامع محمد ناصر محمد رحمة الله، الذي يعود له الفضل في تبني مشروع إنشائها فظلت من ذلك الوقت ولفترة طويلة تشكل مصدرا هاما لكل وسائل الإعلام الجنوبية تستقي منها الأخبار والمعلومات، وبعد الوحدة اليمنية تم دمجها مع وكالة أنباء سبأ الشمالية التي يسيطر اليوم عليها الحوثيون.

اليوم نتساءل: أين هي وكالة أنباء عدن؟ وأين هما تلفزيون وإذاعة عدن؟ لماذا يستمر الطمس الممنهج لكل المنابر الإعلامية البارزة في الجنوب؟ بينما نجد أطراف الصراع في الأزمة اليمنية كالحوثي مثلا يمتلك عددا من القنوات الفضائية ووكالة سبأ للأنباء وكذا حزب الإصلاح الذي يمتلك هو الآخر عددا من القنوات الفضائية تحت مسمى الشرعية وسيادة الوطن، وأيضًا حزب عفاش (المؤتمر) يمتلك وكالة أنباء خاصة به تبث الاخبار لمختلف وسائل الإعلام بكل حرية في حين أن المدينة التي شهدت إنشاء أول تلفزيون وإذاعة وأول وكالة أنباء في الجزيرة والخليج تقبع اليوم في الظل، لمصلحة من استمرار هذا الوضع في ظل سيطرة الجنوبيين على أرضهم؟ ومن الذي يقف خلف استبعاد وكالة عدن وتعطيل عملها ليضع في الواجهة وكالة أنباء عفاش لتكون هي فقط مصدر لكل الأخبار، فقد أصبح البديل عن وكالة أنباء عدن وكالة شمالية وعن تلفزيون عدن التواهي قنوات عدة باسم عدن منها قناة يسيطر عليها الحوثي وأخرى في الرياض يتحكم بها حزب الإصلاح، وكذلك الأمر بالنسبة لإذاعة عدن التي تم استبدالها بعدة محطات إذاعية تبث من داخل عدن وخارجها وتتحدث باسم الجنوب وعدن وبلسان حال الشعب الجنوبي في العديد من المواضيع المصيرية، لذا لا بد من اتخاذ خطوات حقيقية وجادة تجاه هذا الأمر الذي يحز في نفس كل جنوبي، ونحن اليوم من منبرنا الحر هذا نضع على عاتق كل المعنيين بالأمر وعلى عاتق الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي مسؤولية استعادة مؤسساتنا الإعلامية الجنوبية العريقة وإعادتها إلى واجهة الأحداث لتقوم بدورها في خدمة قضايا الجنوب من ناحية ومواجهة زيف إعلام الطرف الآخر من ناحية أخرى.



* "باحث دكتوراه - مصر"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى