من يسيطر على الأوضاع العسكرية في المهرة؟

> عبد الله الشادلي:

> كانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحاً، على بعد أميال من عاصمة المهرة، الغيظة، مررنا بنقطة تفتيش، استقبلنا جندي يبدو أنَّه تعاطى نبتة القات منذ وقت باكر ذلك اليوم، لم يكلف الجندي نفسه كثيراً عناء السؤال أو إجراء تفتيش اعتيادي للتأكد من خلو الركاب من الممنوعات، وأومأ برأسه لسائق المركبة التي كنا نستقلها بالذهاب.

تم منعنا من التقاط صورة للجنود أو النقطة التي لا يبدو أنَّها حصينة أمام أي عمليات تهريب للمنوعات والسلاح، بالنسبة لأبناء المهرة الذين تحدثوا معنا على طول الطريق، فمعظم النقاط التي تتواجد بالمحافظة هي تماما كالتي مررنا بها حيث يتواجد فيها جنود شماليون قدموا من خارج المحافظة قبل سنوات طويلة.

تنتشر في محافظة المهرة ألوية عسكرية عديدة، منها: اللواء 123 مشاة، في مديرية حات، واللواء 137 ميكا، في مديرية الغيظة، جميع هذه الألوية يسيطر عليها قيادات عسكرية شمالية، أبرزهم: اللواء محمد أحمد القاضي المتهم بارتباطه بالحوثيين وفقا لمصادر في السلطة المحلية تحدثت لـ "سوث24"، وطلبت عدم الكشف عن هويتها.

ويطالب أبناء المهرة بإخراج هذه القوات الشمالية وإرسالها إلى جبهات الشمال مع الحوثيين، وتشكيل قوات عسكرية محلية من أبناء المحافظة. هذه المطالب الشعبية يقودها المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى برئاسة الشخصية المهرية البارزة السلطان عبد الله آل عفرار، وآل عفرار هو أيضا عضو رئاسة الانتقالي الجنوبي.
  • احتلال؟
"القيادات العسكرية الشمالية والنافذون في المهرة يحاربون أي قائد عسكري يكن بالولاء للجنوب وهذه الأرض"، قال نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بالمهرة، مهدي حسَّان بلحاف، لـ "سوث24". وأضاف: "مكونات معادية للمحافظة ترفض تجنيد أبناء المهرة لتأمين محافظتهم على غرار النخبة الحضرمية في ساحل حضرموت والمحافظات الجنوبية الأخرى".

وتابع: "تجنيد أبناء المهرة سيظل على رأس الأولويات بالنسبة لنا، هذا حق من حقوقنا، لن نقبل باستمرار سيطرة وتجنيد الشماليين على حساب أبناء المهرة، هذا تكريس لنظام الاحتلال الشمالي للمحافظة وامتداد لسياسات القوى والأحزاب الشمالية بالمهرة"، على حد تعبيره.

في المقابل، قال نائب مدير الأمن والشرطة بمحافظة المهرة، العقيد أحمد علي رعفيت، لـ "سوث24": "أبناء المحافظات الشمالية في المهرة يمنيون بنهاية المطاف، وفي السلك العسكري والأمني لا يوجد تمييز بين أبناء البلد الواحد". وأضاف: "أبناء المهرة يتواجدون في السلك العسكري بشكل عام".
  • مخاطر
يظنّ المحلل السياسي صلاح السقلدي، إنّ "خطر الحضور العسكري الشمالي في المهرة لا يقل عن خطر قوات المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت"، وأضاف لـ "سوث24": "بقاء هذه القوات يعني بالضرورة إعاقة تحقيق المشروع السياسي الجنوبي على أرض الواقع".

ويعتبر القيادي البارز في انتقالي المهرة مهدي بلحاف أنّ "بقاء القوات الشمالية في المهرة يمثَّل مصدر خطر على الجنوب". وزعم بأنّ "هذه القوات لديها ارتباط وثيق بالحوثيين والإخوان المسلمين ومافيات التهريب".

واتهم صحفيون ومسؤولون في المهرة، تحدثوا لـ "سوث24"، القوات الشمالية بالمحافظة بدعم جماعات محلية مسلحة مناهضة للتحالف الذي تقوده السعودية، وقريبة من الحوثيين وسلطنة عُمان، مثل جماعة الشيخ القبلي علي سالم الحريزي.

وفي حديث لـ "سوث24"، يعتقد الخبير العسكري وضاح العوبلي أنَّ "تواطؤ بعض الوحدات والتشكيلات العسكرية في المهرة مع جماعة الحريزي ليس ذاتيا ولكنَّه مدفوع بإيعاز من سلطنة عُمان مقابل بعض الدعم والامتيازات"، حسب تعبيره.

وحول علاقات القوات العسكرية بالمهرة، وجماعة الحريزي مع الحوثيين، يرى المحلل السياسي السقلدي أنَّ "العلاقة موجودة، وربما تشهد تناميا وظهورا أكثر للعلن، لاسيّما مع حالة الشعور بالتهميش التي تتملك الحريزي وحزب الإصلاح، بسبب التعيينات الأخيرة التي يشعر الحزب أنها تستهدفه".

على الجانب الآخر، قال نائب مدير أمن المهرة أحمد رعفيت: "الحريزي رجل قبلي، وجميع القبائل مسلحة ولها أفرادها". ويرى المسؤول الأمني أنّ ما يقوم به الحريزي "لا يعدو عن كونه نشاطا قبليا لا يمثَّل أي خطر على المحافظة أو الدولة".

وتخشى بعض القوى اليمنية من أنّ يقود تقليص نفوذها في محافظة المهرة، إلى تحقيق ما تصفه "انفصال" جنوب اليمن، الذي كان دولة قائمة حتى العام 1990، خصوصا وأنّ معظم أراضي الشمال بات تحت سيطرة الحوثيين.

"سوث24 ".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى