الحرب تسببت في تدمير الصحة العقلية لنحو 10.6 ملايين وحرمتهم من مدارسهم

> «الأيام» العربي:

>
فتحت المدارس أبوابها مؤخرًا في محافظة تعز اليمنية لبدء العام الدراسي الجديد، بينما يقف الفتى اليمني مدين (12 عامًا) على الطرقات لتنظيف المركبات، في مسعى منه لانتشال أسرته من الفقر الذي فاقمته الحرب.

ويعبر الطفل مدين عن حزنه لتركه مقاعد الدراسة، قائلًا: "أنا حزين على الدراسة لأني لا أدرس، الناس يدرسون أما أنا فلا".

ويضيف: "خرجت من المدرسة وأنا في الصف السابع لأعمل مع والدي وأصرف على البيت".

ولا يكتفي مدين بتنظيف السيارات فقط، بل يساعد والده عدنان الذي يعمل في صناعة الأحذية، في مهنة لم تمكنه من سد رمق جوع أطفاله وتعليمهم، ما دفعه إلى إخراجهم من المدرسة بسبب "الحالة المزرية" التي يعشونها، حسب وصفه.

ويقول عدنان الذي تمنى مرارًا أن يكمل ابناؤه الدراسة التي حرم منها سابقًا: "عندما زاد غلاء الأسعار في البلاد، أخرجت أطفالي من المدرسة، بسبب عدم استطاعتي تغطية مصاريف التعليم والبيت".

دولاران فقط في اليوم، ورغم مساعدة مدين لوالده إلا أن دخل العائلة لا يتعدى دولارين فقط في اليوم، ويشكو الوالد عدنان من أن هذا المبلغ لا يكفي لا للفطور ولا للغداء أو العشاء، ولا حتى لمصاريف المدارس.

وعلى الجانب الآخر، يعاني أكثر من 500 ألف طالب من مخاطر أثناء ذهابهم إلى المدرسة، بسبب الاشتباكات التي تحدث بين الأطراف المتنازعة.

وتوضح المعلمة اليمنية إشراق يحيى أن الطلاب لا يزالون يتعرضون للقنص أثناء ذهابهم وعودتهم من مدارسهم، مشيرة إلى قنص أكثر من طالبة داخل المدرسة وداخل الباص.

وإثر هذه المخاطر، ترك أكثر من مليون طفل يمني تعليمهم، ما يشير إلى أعداد المتسربين منذ عام 2015، بزيادة تقارب نصف مليون، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وتعود أسباب هذه الظاهرة إلى النزوح والتهديد الأمني وتدهور البنى التحتية، حيث إن واحدة من كل 4 مدارس غير مؤهلة للاستخدام، حسب اليونيسف، الأمر الذي أجج أزمة التعليم التي تسببت في تدمير الصحة العقلية لنحو 10.6 ملايين طفل في البلاد.


> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى