فريق الحوار: نؤسس لمستقبل جنوبي خال من الصراعات والكراهية المناطقية

> عدن "الأيام" عبدالقادر باراس:

> جدد فريق الحوار الوطني الجنوبي دعوته لمختلف المكونات والأطراف الجنوبية إلى التوصل لميثاق وطني جنوبي لخدمة مستقبل الجنوب وقضيته الرئيسية باستعادة دولته، جاء ذلك خلال لقاءه الموسع الذي أجراه اليوم مع الإعلاميين والصحفيين الجنوبيين بالعاصمة عدن.

وحث اللقاء على مشاركة كل المكونات والأطراف المجتمعية في صياغة مستقبل الجنوب وفكرة الدولة الاتحادية والابتعاد عن الصراعات والكراهية والمناطقية وتحريم العنف وبذل الجهود لخلق ظروف مناسبة للأجيال القادمة.

ودعا د. صالح محسن، رئيس فريق الحوار الوطني الجنوبي بالداخل، في كلمته الافتتاحية إلى دعم الحوار الوطني والمشاركة مع كل الأطراف والمكونات الجنوبية من أجل التوصل إلى ميثاق شرف وطني جنوبي.

وقال بإن "هذا اللقاء يأتي في إطار تجسيد إرادة المجلس الانتقالي الجنوبي إلى دعم الحوار الوطني الجنوبي"، ومؤكدا على أهمية هذا الحوار كونه يرتكز على القضايا الرئيسية المتعلقة بالناس ومصالح الشعب لخدمة مستقبل الوطن.

وأضاف: "ومن خلال هذا اللقاء نريد أن نخلق صحافة وطنية لها دورها سواءً من حيث النقد أو إشارة للأخطاء، ونحن نعمل ضمن فريق الحوار بإجراء الحوارات بداخل الوطن، ونهدف من حواراتنا التوصل إلى ميثاق شرف وطني جنوبي لخدمة مستقبل الجنوب وقضيته الرئيسية باستعادة دولته، وأجريت حوارات كثيرة في الفترات السابقة منها كانت في الداخل والخارج مع مختلف الأطراف وساهمنا فيها في المراحل الأولى، وكانت نتائجها طيبة، ولا زلنا نجري حوارات هامة وهي متعلقة بمرحلة صياغة وثائق حتى نتوصل مع الجميع على مختلف القضايا المتعلقة بمستقبل البلد، وبات الحوار مسألة ضرورية جدا، وبالحوار الجاد معناه الابتعاد عن الصراعات والعنف بكونه عبثيا، وبالحوار الحقيقي نتوصل إلى صيغة مناسبة تؤدي بنا إلى المشاركة الحقيقية والتألف الوطني ونستطيع وضع أسس سليمة لاستعادة وبناء دولتنا دولة الجنوب، ومن خلال الحوار نستطيع أن نتوصل إلى فهم مشترك بعيدا عن الأزمات والصراعات بحيث نخرج من هذه المرحلة بدروس مستفادة، كما أن من المسائل الأساسية التي يمكن أن نخرج بها من هذا الصراع وهي فكرة الدولة الاتحادية وفكرة التعدد والتنوع، وفكرة الدولة الاتحادية فكرة ناجحة باعتبارها تحافظ على مصالح المواطنين ومصلحة الدولة والوطن، وعلينا في الجنوب أن نتحاور على فكرة الدولة الاتحادية بشكلها ونظامها، والقيادة السياسية تجري حواراتها بشأنها".


وشدد رئيس فريق الحوار الوطني الجنوبي بالداخل على أهمية المشاركة الفاعلة للجميع لعمل ميثاق وطني جنوبي بالقول: "فريق الحوار الوطني الجنوبي يعمل على إنجاز ميثاق وطني بحيث تلتزم بها كل الأطراف، وتركز على تحريم العنف وفرض الرأي للوصول إلى السلطة، ويسعى إلى دولة اتحادية حديثة دولة تحقق وتأمن في المحافظة على مصالح الجميع ومواطنة متساوية على أسس الدستور والقانون، ونبتعد عن المناطقية، وأيضا هناك مسائل متعلقة كالاتفاق على الخطاب السياسي والإعلامي، ولهذا نحن ندعو إلى وقف المهاترات الإعلامية حتى نهيئ ظروف لتشجيع الحوار وحتى يتمكن الناس من التحدث بآرائهم، كما ندعو من الإعلاميين المساهمة معنا لخلق ظروف تساعد على إجراء حوارات حقيقية.

والمسائل الموجودة ضمن مشروع المبادئ العامة هي المتعلقة بدور المرأة، ودور الشباب والمكونات المختلفة.

يبقى علينا أن نقف على كل القضايا المتعلقة بالصراعات الماضية بحيث نرفع الظلم والضرر وبالقانون بما يسمح أن نعوض الناس وذلك من خلال تحقيق العدالة الانتقالية".

وتطرق إلى علاقة الفريق الجنوبي ومشاركته بالمفاوضات السياسية بالقول: "هناك مصاعب كثيرة وليس على المجلس الانتقالي وحده، وهنا لابد من الجميع أن يتحمل المسؤولية فالتفاوض السياسي قائم، وهناك مشاورات لحل القضية الجنوبية مثل مسألة المشاركة في القرار والمشاركة في السلطة والمشاركة في وضع أسس المستقبل ومسائل متعلقة بالقضايا الخارجية وكذا في قضايا التربية والتعليم والثقافة وبالعلاقات الخارجية وحسن الجوار وإلى اخره، كل تلك القضايا تعتبر من المسائل والمبادئ العامة موجودة في التصور ضمن أساس الميثاق الوطني الجنوبي التي يجري الحوار من أجلها".

وتابع: "نحن نجري حواراتنا في الداخل حول هذه الأشياء وتعمدنا أن نقدم ورقة أولية وليست وثيقة متكاملة، ولنترك المتحدثين ليقولوا آرائهم حتى يأتون بأفكار بحيث نستطيع أن نتفق جميعا بعد ذلك بوضع صيغة موحدة للميثاق الوطني الجنوبي، تليها بعدها تولي الرئيس الزبيدي إلى لقاء مع قادة الأحزاب والمكونات حتى يتسنى لهم التوقيع عليه، كما أن هناك تصور لمشروع في المرحلة القادمة لهيئة تنسيق عليا لمناقشة القضايا المتعلقة بالدستور والتفاوض مع بقية المسائل التي ذكرناها، كل ذلك سيتم في وقت زمني متفق ونتمنى أن يتم في نوفمبر القادم، فيما يتعلق بالمسارات الأخرى هي لا تقتصر عن المكونات السياسية وإنما تشمل الأطراف المجتمعية (الشباب والمرأة، والأدباء، والصحفيين، ومنظمات المجتمع المدني ومع كل الأطراف المنخرطة بالمجتمع الجنوبي".

وختم كلمته: "يجب أن يتوحد المجتمع على هذه الأشياء، ويجب العمل بتنسيق موحد حول قضايا ومستقبل وليس بالشعارات ولابد العمل فعلا مع مصائر ومستقبل الناس وحياتهم".

ومن جهته تحدث الأستاذ عبدالسلام قاسم مسعد، نائب رئيس لجنة الحوار الوطني الجنوبي، "يأتي لقاءنا اليوم في إطار الفريق الحوار الداخل مع الإعلاميين والصحفيين الجنوبيين لترسيخ الحوار الوطني ليشمل كل قطاعات المجتمع كونه لأهميته ومهمته الوطنية تشترك فيها كل المكونات السياسية والحزبية والإعلامية والثقافية والاجتماعية بحيث يتمخض هذا اللقاء برؤية سياسية وطنية عامة، يمكننا أن نسميه ميثاق الوطني الجنوبي الذي يعكس كل الرؤى السياسية في الوثيقة العامة، ومن خلال لقاءنا في هذا الحوار (الحوار الوطني الجنوبي) نسعى إلى قطيعة مع صراعات الماضي لنؤسس مستقبل أفضل بعيدا عن الصراعات والتناحر وبعيدا عن الاقتتال كون الحوار في أي مكان حتى في المنزل مهم، باعتبار الحوار ثقافة وطنية والاحتكاك فيها بدلا من السلاح".

وأضاف: "نريد من كل الجهود المخلصة أن تنقلنا إلى وضع أفضل ونحمي شعبنا من العنف، فالعالم يتقدم من حولنا ونحن لا زلنا في صراعات وعنف وهذا أمر مؤسف ولا يحقق أي شيء بالنسبة للأجيال القادمة، وهذه مهمتنا الوطنية والإنسانية التي يجب أن نبذل كافة الجهود لخلق ظروف مناسبة لأجيالنا القامة، والجنوب يمر بمرحلة استثنائية مهمة جدا ويجب أن ندركها ونتعامل معها بشكل عقلاني، ونتجاوز الممارسات الخاطئة ونبتعد عن الكراهية المناطقية ومحاربة الفساد حتى نهيئ أنفسنا للمستقبل، ونحن من الآن علينا أن نبدأ في صناعة المستقبل، والمستقبل ليس عمل وهمي وإنما يتأسس من الآن، وعلينا وضع اللبنة الأساسية في ظل هذه الظروف ومن الآن، صحيح هناك مشكلات كثيرة في مجتمعنا ولكن هي ناتجة من الأوضاع التي فرضت علينا من بعد حرب 1994م وحتى الآن، وهي مهمتنا اليوم ومهمة كل مواطن وكل الناس".

وأكد في ختام كلمته على دور وأهمية الصحافة بخلق وعي وطني بالقول "آملين من الجميع وبالذات من الإعلامين على خلق الآمال الكبيرة بنشر الوعي الوطني الجنوبي وترسيخ ثقافة الحوار ونشر ثقافة المجتمع وفي نفس الوقت أن يكونوا الإعلاميين والصحفيين عيونا لكشف الأخطاء والنواقص".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى