​كلية العلوم في جامعة عدن معلقة في الهواء

> الإهداء إلى روح الشهيدة نجاة علي مقبل أول عميدة لكلية العلوم.
وجدت نفسي  ملزما أن اكتب عن معاناة هذه الكلية الفتية كواجب أخلاقي وأكاديمي، وليس ما اكتبه بحثاً ولا ورقة علمية ،وإنما هو مقال سريع يلتقط المشهد  كما تلتقط الكاميرا الصورة ، بعيدا عن الخوض في التفاصيل وفق مقام الكلام.                                      
تأسست هذه الكلية قبل خمس سنوات تقريبا، وقد تخرجت منها دفعة واحدة حتى الآن، هذه الكلية  تأسست من غير مبنى  أكاديمي أي من غير بنية تحتية خاصة بالكلية وقد قامت في الجزء الشمالي من كلية التربية عدن ،في بعض غرف وقاعات الكلية القليلة، وهذه أولى المشاكل.

ثم أنها تأسست في ظل أوضاع الحرب التي لا نزال نعيشها والحرب عادة تهدم ولا تبني، فنحن من أزمة إلى مأساة وهكذا  ، ولكن تأسيس الجامعات والكليات لم يتوقف في ظل عدم وجود المقومات وإن وجدت الحاجة فليس هناك مقومات سواء لدى الجامعة أو لدى الدولة.        

                              
ماهي الحاجة لتأسيس كلية العلوم؟          
طبعاً أهل الاختصاص هم الذين أفتوا ويفتون في هذه المسألة، ولا أحب أتدخل في ذلك، لدينا كلية التربية عدن هي بمثابة كلية التربية والآداب والعلوم لأن كوادرها أو خريجيها تأهلوا في هذه المجالات جميعاً ويواصلون دراستهم العليا سواء في التربية أو في الأقسام الأدبية أو في الأقسام العلمية.
 ،ولكن ظهرت الحاجة لوجود كلية العلوم كما ظهرت الحاجة لوجود كلية الآداب من قبل، ولكن كما قلت من غير مقومات ومن غير بنية تحتية.

 قامت منسقية المجلس الانتقالي في كلية العلوم مؤخرا بتنظيم ورشة علمية بخصوص هذه الكلية بين الواقع والطموح،  ولست هنا أغطي هذه الندوة تغطية خبرية، ولا أعلق عليها كما ذكرت إنما أقدم صورة للقارئ بطريقتي الخاصة عن وضع هذه الكلية، رغم استفادتي من حضور هذه الورشة.
  عموما هذه الكلية تمتاز بكادرها المتميز في أقسامها الرئيسة الموجودة في كليات التربية كذلك.

ولكن الكادر وحده لا يكفي فضلا عن ضرورة فتح أقسام أخرى جديدة تلبي سوق العمل في الوقت الراهن.
ومن هنا فإن الكلية تفتقر إلى ما يأتي:

 - عدم وجود مبنى مستقل لها ،وما هو متوفر لديها الآن قاعات وغرف قليلة تتبع كلية التربية عدن، وكلية التربية عدن قد اتسعت بما فيه الكفاية لعدد من الكليات وهي كلية اللغات، وكلية العلوم، والآن كلية التربية الرياضية وسيزداد الخناق على كلية التربية عدن الأم فهي أيضا لها مشاريعها في التوسع الأكاديمي.
 
- إذًا كلية العلوم تواجه أزمة حادة في القاعات، فضلًا أن القاعات المتوفرة غير مناسبة، ولا مؤهلة.

- الشيء الثاني المكتبة فكيف نتصور كلية العلوم من غير مكتبة ،فمكتبة الكلية عبارة عن "كبت" واحد فقط ، حتى المكتبة الشخصية لأي معيد أكبر منها، وهذا نقص كبير، وإذا توفرت الكتب فلا مكان لها، والمكتبة مقوم رئيس من مقومات أي كلية بل حتى أي مدرسة.

-  والمكاتب (جمع مكتب) ،ليس هناك مكاتب لرؤساء الأقسام ولا مكاتب لنواب العميد، كلهم في مكتب واحد.

هناك مكتب واحد فقط  لعميد الكلية وهذا المكتب مرة يتحول لقاعة دراسة ومرة لقاعة اجتماعات ومرة مكتب للموظفين وهكذا، فأي وضع تعيشه هذه الكلية؟

- وكذلك المختبرات غير متوفرة  فالكلية معتمدة على مختبرات كلية التربية عدن التي تعاني ما تعاني هي الأخرى.

- الكلية كذلك من غير خدمات إلكترونية ومن غير خط هاتف وحدّث ولا حرج عن معاناة هذه الكلية.
 نلفت نظر الجامعة إلى هذه الكلية البائس وضعها والحكومة ومجلس الرئاسة والمجلس الانتقالي والمنظمات الداعمة وغيرهم إلى التخفيف من هذه المعاناة.
 ونشير أخيرا إلى أن الكليات الأربع التي تقع في حرم كلية التربية عدن تجاور معسكر بدر الواسع الذي فيه مساحات واسعة فارغة فلماذا لا تعمل الدولة على توجيه وزارة الدفاع لاقتطاع جزء من مساحة هذا المعسكر لتوسيع مساحة الكليات المذكورة وما أظن وزارة الدفاع ترفض مثل هذا التوجيه.
 فالمصلحة عامة ومشتركة والحاجة ملحة.

والحقيقة أن كوادر هذه الكلية كانوا قد تبنوا فتح أقسام جديدة تلبي حاجة سوق العمل في الوقت الراهن مثل:

1- برنامج المساحة الجيولوجية.
2- برنامج علوم البحار.
3- برنامج بصريات هندسية.
4- فيزياء طبية.
5- كيمياء صناعية.
ولكن خذلتهم المقومات والبنية التحتية وكذا عدم تعاون الجهات المختصة.


> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى