​هل نحن أحياء على هذه الأرض؟

> الإجابة ستكون بنعم حتماً ولكن إن كنا بالفعل أحياء فما هي علامة وجودنا في هذا العالم؟

ما هو البرهان على أننا أحياء نرزق؟

بالتأكيد ليس الطعام ولا الشراب ولا النوم ولا غيرها من الصفات المادية التي يتمتع بها البشر دليلاً على العيش وإلا فلن يكون للحياة أي أهمية أو معنى.

إن أعظم معاني الحياة تكمن في العطاء وأن يكون لكل إنسان أثر جيد ينم عن أنه موجود أو كان موجوداً يوماً على هذه الأرض، علينا أن نخرج منها وقد أضفنا شيئاً لا يُنسى مهما مرت الأيام وتباعدت السنون، فتلك هي الحياة التي يجب أن يرغب بها كلاً منا، دون استسلام أو تخاذل مهما واجهتنا التحديات، وإن سقطنا مرة علينا أن نقوم بسرعة وننفض غبار الأيام دون يأس، لنشق الطريق ونفتح أبواباً جديدة تدخل منها شمس الأمل والثقة بالله .

عندما ننظر إلى الجماد نلاحظ إنه محروم من قوتي النمو والحركة، مثلاً لو قذفنا الحجر للأعلى ، نلاحظ أنه يستمر في الارتفاع حتى نفاذ تلك الطاقة التي دفعته للعلو، ثم يتراجع بشدة ويرتطم بالأرض.
بينما النبات ينمو و يخترق التربة والصخور بجسده المرن، و يفلق الحجر بكل صبر و تحمل بغية خروجه من العتمة، ويضرب بعروقه وجذوره إلى عمق الأرض وصولاً إلى طبقة الماء.

نحن نشبه النبات تماماً، جذورنا هي قوة الإيمان و نفوذ الفهم والعقل والإدراك وبهم نُخرج ذواتنا من ظلام تربة الأوهام و نكسر بأرواحنا المرنة صخور التعصب والجهل والعادات البالية والتقاليد الخاطئة والغرائز الحيوانية، و نغوص بفهمنا عميقا لنحارب ظمأ الخرافات، ونخرج أنفسنا من عتمة النفس الأمّارة بالسوء لنستقبل بقلوبنا نور الحقيقة.

نعم...

ندفع بجذور فهمنا عميقاً ونتشعب ونتفرع وننمو ونكبر، ونحن لا نخشى الحجارة الجامدة التي تقذف نحونا، لأنها ستسقط أرضاً بمجرد أن تفقد تلك الطاقة التي دفعوها نحونا، ونستمر في النمو، في الحركة، في الخدمة والبناء لأننا أحياء على هذه الأرض، تماماً كالشجرة، تُلقي بظلها إلى الخارج وتوسع دائرة عطائها، يرميها الناس بالحجر فترميهم بأحلى وأجود الثمر، إنها تعطي لتحيا، إنها تنمو وتكبر لتخرج من عتمة الذات وتُصبح ظاهرة للعيان في إحدى حقول الحياة من أجل أن ينتفع بها العالم البشري بأسره.

إنها تعلم جيداً، أن الامتناع عن العطاء سيحرمها من الحياة، ويجعلها حطباً لائقاً للنار.
لذا هي تعطي وتجود من دون انتظار لأي شكر أو جزاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى