​عوض بن عوض بامدهف.. وداعا

> سريعا يمر الزمان

يخطف اللحظات

ما تبقى لنا من صلة

وصلات بالحياة

صامتا رحل بحزن أعماقه لـ"لأيام" كتب.. كان سهلا

لأغوار تاريخ صلات كونها أزمان كنا نتطلع و كل كان له مشرقه والغروب، كان الزمان كريما قد أتاح لنا حين كنا صغارا نتبادل أحلام الكبار، كان لنا عيشنا المشترك بطريق محبوب هكذا كان اسم ذلك الشارع الذي احتضن طفولتي جوار جيران كرام كان منزل عمنا الشيخ الجليل طليق اللسان الوالد عوض بامدهف والد صديقنا الراحل عوض بن عوض بامدهف.

كان الوالد بامدهف رجل ثقافة من الطراز الرفيع، ميوله السياسة كانت على تضاد مع رجالات تلك الأيام الذهبية وكان على رأس الجميع بتلك القطعة من مدينة عدن كان على رأسهم العم عبدالله أحمد خدشي راعي فريق الناشنال..الأهلي ..فريق المهارات أو كما كان يطلق عليه تلك الأيام "شوكي تيم" أيام الزمن الجميل تلك أواسط الخمسينات - الستينات قبيل أن أتحصل على منحة دراسية للدراسة بجمهورية مصر العربية.

كان الراحل العزيز متأثرا جدا بأبيه متقنا جيدا للغة العربية وكانت لكلينا بدايات "خربشات" الكتابة، عوض بن عوض لم يكن محبا للعبة كرة القدم، "كُبة" أبو جلد كانت لعبة صغار وشباب حي حافة القاضي وحاراتها الضيقات ومنها حارة أو شارع محبوب التي كانت مقر النادي الأهلي ومقرًا لعباقرة كرة القدم تلك الأيام الأجمل أذكر منهم على سبيل المثال سعيد إيراني وسعيد مسكينة والحارس الأمين الحاج ناجي ولا أنسى ذكر العبوس والجناح الفريد خليل كذلك لا أنسى ذكر حارس النادي الأساسي فواد علي مجاهد، رحمهم اللّه جميعا.

  جمعتني سنوات طبعت ذكرياتها في سجل الحياة وظلت صدف الأيام بعد ما باعدت بيننا المسافات  نلتقي و نسترجع الذكريات.
كثيرا ما كنت ألتقيه داخلا أو مغادرا ديوان الأيام كلما أتيته زائرا، كلما سمح الوقت بذلك وبهذا المقيل ألتقى دوما بصديق العمر حسن أحمد مكاوي أطال عمره.

 لم تكن مهنة الصحافة وارتياد رحابها وليدة الصدف لدى الراحل العزيز كانت امتدادًا لغرسة في مشاتل منها، نهل و تعلم وتثقف كان غارسها وراعيها أستاذ قيّم جليل هو الوالد عوض بامدهف الذي كان برنامجه المشهور بإذاعة عدن، برنامجا له شنّة ورنّة، رحمة الله عليه، منه تعلمت الكثير وعبره وعبر نصائحه تعلمت الكثير والكثير فقد أمدني بزاد ثقافي من طراز رفيع حيث أعطاني بطاقات كان يحوزها.

يسمح للطالب والقارئ أن يلج زائرا مطالعا للجواهر التي تحتويها مكتبته، والحق يقال،  كانت تلك فرصة أتاحها الزمان أمامي وأنا أخطو بدايات حياتي كي أنهل من تلك المكتبة ما شكّل ذخيرة لا ولن أنسى فضل من كان سببا لحبي وتعلقي بالأدب والتبحّر بالتهام كل متاح من تنوعات الكتب والتراث.
 أعزي نفسي بوفاة أخي وصديقي وصديق عمري عوض بن عوض بامدهف، كما أعزي أهله الكرام وعلى رأسهم صديقنا العزيز صهره أحمد سعيد الدهي، كما اعزي حي حافة القاضي وأهلها الكرام وهي تودع أحد الأبناء الذين رفعوا عاليا اسمها، ولم يكن الراحل وحيدا ففي ذلكم الحى الكثير من الساسة والشعراء ورجالات الدين والأعمال والصحافة وقدمت شهداء لعل أولهم وليس آخرهم كان الراحل مبكرا هشام زوقري الأخ الشقيق للعزيزين محمد وخالد زوقري.

رحمة الله عليك أيها الراحل العزيز، أسكنك الرحمن فسيح جناته وإنا لله وإنا اليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى