​الربط العشوائي للكهرباء.. حرائق بالمنازل وإتلاف الأجهزة الإلكترونية

> أحمد زكي

>
انتشرت عمليات الربط العشوائي لخطوط الكهرباء من أجل تشغيل المنازل أثناء انقطاع التيار الكهربائي وهي التي تسمى (بالجرعة) حيث أن كل منزل يمتلك أكثر من خط للكهرباء وأقل منزل يمتلك خطان مما يتسبب في اختلالات لشبكة التوزيع الكهربائية تنتهي غالبا بإتلاف المحولات والقواطع الكهربائية مما يؤدي إلى انقطاعات متواصلة ودمار المنظومة الكهربائية في العاصمة عدن.


ومن أجل معالجة هذه المشكلة فقد أصدرت مؤسسة الكهرباء عدة حملات لمحاربة هذه الآفة التي تعصف بالمنظومة وتقلل من عمرها الافتراضي، ودعت الجميع إلى محاربة ظاهرة سرقة التيار الكهربائي وإزالة جميع خطوط الربط العشوائية وسداد فواتير الكهرباء من أجل سير عملية تشغيل المحطات الكهربائية وإمداد المواطنين بالكهرباء.

وفي هذا الصدد قامت الكثير من المديريات في العاصمة عدن بمحاربة هذه الأفعال تحت إشراف المجالس المحلية والإدارات الكهربائية التابعة لمؤسسة الكهرباء ورجال الأمن لتفعيل هذه الإجراءات فتمكنت من حجز مجموعة من المخالفين الذين يقومون بالربط العشوائي لخطوط الكهرباء.


وقد أدت هذه العمليات المتواصلة إلى إزالة أسباب التلف الدائم للمحولات الكهربائية وخفض الضغط على (الكيبلات) مما أدى إلى خفض نسبة تعطل المحولات وعدم انفجارها والذي كان يتسبب بأعطال هائلة وكبيرة جدا تؤدي إلى فصل الكهرباء في عدد من المناطق تصل إلى ساعات طويلة بل تصل في أحيانا عدة إلى أيام.
وأشار لصحيفة "الأيام" مهندس في مؤسسة الكهرباء (دهام المرتني) إلى أهمية وجود إدارة وتخطيط من أجل إيجاد "ثقافة استهلاك" لتسود نمط حياتنا اليومية للحفاظ على الممتلكات العامة لأن ما هو سائد لدى المواطن أن كل ما تقوم به الدولة من مشروعات خدمية تعتبر "فيد" وانتهاكها "حلال" في مقابل "الممتلكات الخاصة".

وأضاف دهام أن التخطيط والعشوائية في التمديدات الكهربائية التي يرجع سببها أيضا إلى عشوائية تخطيط الأحياء والمدن وجهل المواطن هو ما يجعله يلجأ إلى العشوائية وهو ما يفقد مؤسسة الكهرباء طاقة مهدرة كبيرة توازي في بعض الأحيان الطاقة التي يتم توليدها فضلا عن إهدار أموال قد يعزز استثمارها في تحسين الخدمة الكهربائية.


ولفت إلى أهمية الرقابة والمتابعة والتي تعد في العاصمة عدن رقابة موسمية مما يساعد على عملية الربط العشوائي لأن المواطن للأسف الشديد يعلم بعدم وجود مسائله إلا عند إعلان عن حمله تستمر عدة أيام فقط.
وأشار إلى دور وزارة الكهرباء والطاقة والمؤسسة العامة للكهرباء في الرقابة والمتابعة لعملية الربط العشوائي للتيار الكهربائي لما يسببه من أضرار في تحميل المنظومة الكهربائية أعباء تفوق قدرتها الاستيعابية وإحالة من ثبت تورطهم إلى الجهات المختصة لينالوا جزائهم الرادع.

وأشار إلى الأعباء المادية التي تتحملها الدولة نتيجة الأعمال العشوائية وما ينجم عنها من خسائر في الجوانب الاقتصادية والفنية ناهيك عن الأضرار بالسلامة الصحية التي تلحق بالمستخدمين نتيجة الربط العشوائي.
من جانبه أوضح موظف في مؤسسة الكهرباء سمير فارع بأن الاستهلاك الكهربائي العشوائي يعد أحد أسباب تزايد معاناة التيار الكهربائي في العاصمة عدن وما يترتب عليه من آثار سلبية على المنظومة الكهربائية فنيا واقتصاديا.


وأضاف فارع: "إن الربط العشوائي للتيار الكهربائي له آثار سلبية على اقتصاد المؤسسة الكهربائية"، لافتا إلى الأعباء الاقتصادية والفنية التي تلحق بالمنظومة الكهربائية في عدن.
وأوضح أن ربط الخطوط العشوائية يعد من أبرز الأسباب التي تحرم الخزينة العامة لمؤسسة الكهرباء من الأموال التي قد تقوم بتطوير المنظومة، ناهيك عن الخسائر المادية جراء تدمير الشبكات الكهربائية نتيجة الحمل الزائد وما يسببه من أضرار على المولدات الكهربائية ما يؤدي إلى إتلاف العديد منها وخروجها عن الخدمة.

إلى ذلك شدد المواطن محمود السلامي على ضرورة أن تقوم الجهات المختصة بمتابعة كافة المخالفات التي تحدث وضبط المخالفين وإلزامهم بدفع الغرامات المالية جراء عبثهم وإزالة جميع شبكات الربط العشوائي.
وأوضح المواطن أمجد منصور بأنه وبسبب الربط العشوائي تعطلت معظم أجهزته الإلكترونية جراء ما يطلق عليه (بالراجع من الكهرباء) وكشف أنه قد قام بالربط من خط تيار كهربائي آخر للحارة المقابلة له من أجل تفادي انطفاء الكهرباء، فامتنع عن الإقدام إلى هذا الفعل مرة أخرى، ناصحا جميع المواطنين إلى القضاء على هذه الظاهرة والأخذ بالعبرة منه ومن غيره.


ودعا عدد من المواطنين الذين التقتهم "الأيام" إلى سرعة إيجاد حلول عملية لمشكلة الكهرباء بالتعاون مع المجلس المحلي من خلال التوعية والرقابة المتابعة وضبط المخالفين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى