> «الأيام» غرفة الأخبار:
- مسقط تتوسط وواشنطن تضغط لهدنة مقابل مرتبات الجيش
ونقلت صحيفة الأخبار اللبنانية، الداعمة لمشروع الحوثيين، عن مصادر مطّلعة في صنعاء أن هناك تقدّما في تلك الجهود "قد يفضي إلى اتفاق جديد على التمديد".
وبحسب الصحيفة اللبنانية، فإن المسائل المرتبطة بفتح مطار صنعاء ورفع القيود المفروضة على موانئ الحديدة، قد حُسمت بالفعل، وجرى إحداث خروق في ملفّ الأسرى والمعتقلين.
وقالت، "أمّا بخصوص رواتب موظفي الدولة، فقد أكدت المصادر، متقاطعةً مع أخرى مقرّبة من الحكومة الموالية للتحالف، استمرار الشدّ والجذب حول هذا الملفّ"، مستدركةً بأن حكومة عدن وافقت، أخيراً، على دفْع معاشات المتقاعدين العسكريين (في مناطق سيطرة الحوثيين" حصراً، إلى جانب كامل الموظفين المدنيين، في مقابل استمرار تمسُّك صنعاء، إلى الآن، بصرف المرتّبات كلها من دون تجزئة، من عائدات مبيعات النفط والغاز، وفق آلية شفّافة لا يكون متحكَّماً بها من قِبَل حكومة الشرعية المعترف بها دوليا.
وعلى رغم بقاء نقاط الخلاف عالقة في هذا الإطار، يتوقّع مراقبون أن تتمكّن الجهود العُمانية من إحداث الاختراق المطلوب، خصوصاً وأنها مدعومة بشكل كبير من قِبل الجانب الأميركي، والمبعوث الأممي إلى اليمن، هانس جروندبرج.
وخلال الأيام الماضية رمت قوى إقليمية ودولية فاعلة بثقلها من أجل دفْع الأطراف اليمنيين نحو الاتفاق على تمديد الهدنة، وفق ما أكدته مصادر ديبلوماسية.
وأشارت المصادر إلى أن المستجدّات الأخيرة التي طرأت على سوق الطاقة بعد إقرار «أوبك+» خفض الإنتاج اليومي من النفط بمليونَي برميل، ألقت بظلالها على المشهد في اليمن، ورفعت من منسوب المخاوف الأميركية من تداعيات أيّ تصعيد عسكري من قِبل صنعاء على إمدادات الطاقة السعودية والإماراتية، خصوصاً في أعقاب تهديد الحوثي بضرب الشركات النفطية في الدولتَين، ودعوتها الأسبوع الفائت المستثمرين إلى «مغادرة السعودية والإمارات والشركات النفطية في مناطق سيطرة الشرعية "كونها غير آمنة».
وعلى هذه الخلفية، لوحظ تراجع النبرة الأميركية تجاه حكومة صنعاء، في وقت بدأ فيه المبعوث الأميركي إلى اليمن، تيم ليندركينج، بجولة في المنطقة منذ الجمعة الماضي، استهلّها من أبو ظبي بلقاءات متعددة أجراها مع وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، ووزير الشؤون الخارجية أنور قرقاش، مشدّداً على «ضرورة دعم الاستقرار في اليمن، والحفاظ على فوائد الهدنة، ومساعدة الأطراف اليمنيين على العودة إلى طريق السلام الدائم». وجاء ذلك بالتزامن مع عودة جروندبرج إلى المنطقة، وتأكيده في بيان أنه ينتظر ردّ الأطراف اليمنية على المقترح الأممي بشأن تمديد الهدنة.
ومع تَواصل مساعي التهدئة، اعتبر وزير الخارجية اليمني السابق، أبو بكر القربي، أن استمرار رحلات الطيران من صنعاء وازدياد عددها، وتدفّق السفن إلى ميناء الحديدة، وبقاء الجبهات ساكنة رغم انتهاء الهدنة، كلّها مؤشّرات إلى أن جهود عُمان ستثمر تفاهماً يعالج مشكلة المرتّبات، ويتضمّن الإفراج عن الأسرى، تمهيدا لمفاوضات الحلّ السياسي الشامل.