ماذا نعني بتحديث وتحسين الأعراف والأسلاف القبلية

> بإمكان القبيلة أن تكون قوة ضاربة ومجتمعا تنمويا ومبدعا إذا اعتمدت على بناء الفرد المتعلم الذي يشارك في بناء القبيلة القوية وأعطت الفرصة للمتعلمين وأصحاب الفكر المستنير كي يقودوها وسط عالم يتغير ويتطور بسرعة مذهلة، وأن تطور لها أعراف ونظم جديدة تتواكب مع روح العصر الذي تعيشه بحيث يكون الفرد حرا في طرح رأيه وليس تابعاً لوجاهات أو أصنام متحركة أو أسرته الملتزمة والمحكومة بالعادات والأعراف السيئة والخارجة عن الشرع والقانون مثل الثارات والارتزاق والعصبيات وغيرها، ويكون الانتخاب وسيلة لاختيار الشيخ أو الزعيم القبلي كل فترة زمنية معينة بما يعوّد أفراد العشيرة والقبيلة على الاختيار بحرية وديمقراطية. حينها ستكون القبيلة قوة إيجابية تبني فردا ومجتمعا وحضارة ويكون لما تملكه من موارد وطاقات بشرية وتنموية انعكاسا إيجابيا لمصلحة الوطن الذي تنتمي إليه ولخلق التوازن السياسي الذي يمنع التفرد بالسلطة والثروة والتمادي في الفساد والاستهتار بحقوق الآخرين.

القبيلة قادرة على أن تكون قوة مؤثرة وقائدة إن غيرت طريقة تفكيرها وأصبحت تبني كيانها على أساس حضاري له نظام ديمقراطي وانتخابي يمكنها من تحويل قوتها البشرية المستهلكة في الصراعات البينية والسياسة والطائفية وتأجير رجالها ومواقفها وتكافلها الاجتماعي الذي يذهب ولا يستغل سوى في مناسبات سياسية أو اجتماعية قد تكون في معظمها ضارة بالوطن والنسيج الاجتماعي وخصوصاً عندما تقدم نفسها كبديل لمؤسسات وسلطات الدولة التنفيذية والعسكرية والقضائية وغيرها، إلى قوة اجتماعية وطنية حضارية كبيرة.

عندما يصبح للفرد وسط مجتمع القبيلة قيمته التي تبرز شخصيته بما يملكه من تميز وتفرد واختلاف في الفكر والرأي والعطاء وحتى لا يكون مجرد عدد في قطيع يقوده الجهل والتخلف، فان القبيلة سوف تكون رقما صعبا في معادلة التوازنات الوطنية، يمكن الاستفادة منها خاصة داخل الوطن الذي لايزال يتكون نسيجه الاجتماعي من مجتمعات قبلية كل قبيلة تشكل وطنا بحالها وفكرا انعزاليا إذا لم يتم تطويره ليرتقي بالقبيلة من فكرها القبلي إلى فكرها الوطني فسوف تكون القبيلة عبئاً اجتماعياً وإنسانياً لا يستطيع الوطن تحمل دفع الثمن الذي يجب عليه دفعه عندما يكون التحول المدني أمرا حتميا تقف ضده رجعية الفكر القبلي الذي سيكون لا علاقة له بحضارة المستقبل.

كم يؤلمني حين أرى العديد من الرجال الذين تعلموا في أفضل الجامعات المحلية والخارجية وعملوا في أصعب الأعمال وخاضوا تجارب الحياة العملية والعلمية والمعرفية وكل الجوانب الحياتية التي تصنع من الرجل ذاتا لها قيمتها وأهميتها في كل مجتمع منتج وقوي، عندما أشاهد أولئك الرجال بلا قيمة أو أهمية داخل مجتمعاتهم القبلية التي تفضل رأي الأمي على رأي المتعلم وتفرض حصارا ضد كل صاحب فكر مستنير أو تجربة فاعلة يمكن الاستفادة منها لخلق واقع جديد سواء كان الواقع قبليا أو مدنيا.

ونحن نعرف أنه على مر العصور لا ينهض بالمجتمعات ولا يقودها سوى أصحاب الخبرات العلمية والعملية والمعرفية حسب مستوى المرحلة التي يعيشونها من علم وفكر ومعرفة.

وحدها المجتمعات المنقرضة والمتهالكة والضعيفة هي من تمنح الأميين والجهلة والكسالى فرصة أن يقودوها بدون فكر مستنير أو رؤية واضحة أو أهداف نبيلة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى